مقابلات

زحالقة لـ"عربي21": مسيرات حيفا متواصلة وعلى الضفة التحرك

زحالقة قال إن انتقال المسيرات للضفة سيؤدي إلى تغيّر استراتيجي كبير- عرب48
زحالقة قال إن انتقال المسيرات للضفة سيؤدي إلى تغيّر استراتيجي كبير- عرب48

قال رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، والنائب في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة، إنّ المظاهرات الداعمة لغزة في داخل أراضي 48 متواصلة،  وأنّ واجب الساعة يتمثل في تصعيد النضال في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني لتفويت الفرصة على الاحتلال للاستفراد بغزة "الأبية"، مشددا على أن انتقال هذه المظاهرات للضفة الغربية والقدس، سيؤدي إلى تغيير كبير، وسيرفع كلفة الاحتلال.


وطالب زحالقة في حديث لـ"عربي21" الجماهير الفلسطينية بالوقوف مع غزة عبر إطلاق فعاليات ومسيرات في كافة أرجاء الضفة الغربية والقدس والداخل، وأضاف أن "هذه المسألة فوق السياسة، ولا يمكن أن نقف متفرجين أمام ما تقوم به إسرائيل من جرائم قتل في غزة، وإلا نحن لا نستحق أن نكون شعبا واحدا". مشيرا إلى أن مظاهرات حيفا تؤكد أن "الشعب الفلسطيني شعب واحد لا يقبل القسمة إلا على واحد، والدم الذي يسيل في غزة هوا دمنا".


ودعا زحالقة السلطة الفلسطينية إلى رفع العقوبات عن غزة فورا، قائلا: "إنه من العار علينا أن تكون هناك عقوبات على غزة، إضافة إلى ما تقوم به إسرائيل،  وعلى السلطة أن تتحرك لدعم غزة وهي تستطيع أن تقوم بخطوات كثيرة لدعمها، كصرف المعاشات، وفتح معبر رفح بالتنسيق مع مصر، وتوفير الكهرباء،  وتفعيل ما رصد من مبالغ لإعمار قطاع غزة".


وأكد على ضرورة وجود خطوات سياسية جدية لدى السلطة، في التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم في غزة، داعيا إلى ضرورة رفع القيود أمام إطلاق حراك جماهيري يشمل كافة أرجاء الضفة.


ويعتقد زحالقة أنه لو امتدت المظاهرات للضفة الغربية المحتلة لتغيرت كل الأمور، كون الضفة لها احتكاك مباشر مع المستوطنين والاحتلال، وأن مظاهرات من هذا النوع لها تأثير بالغ وترفع كلفة الاحتلال كثيرا.


ولفت إلى وجود نموذج ناجح لتأثير التحركات الشعبية على الاحتلال، كتلك المظاهرات التي شهدتها القدس المحتلة حينما فرضت قوات الاحتلال البوابات الإلكترونية على مداخل القدس، حيث نجحت الجماهير في إرغام الاحتلال على رفعها بالكامل.

ورأى زحالقة أن المظاهرات التي انطلقت من غزة ليست أمرا عابرا كونها جاءت على خلفية تغيير استراتيجي على الساحة الفلسطينية، يتمثل أولا في إغلاق باب التفاوض وأوهام المفاوضات التي انتهت تماما مع وجود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومع مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وثانيا عقب انسداد أفق النضال العسكري ضد إسرائيل سواء بشكل مؤقت أو دائم، ما دفع الفلسطينيين لسلوك طريق النضال السلمي الذي أثبت جدارته وتأثيره.


واعتبر زحالقة أن ضمان نجاح الحراك يمكن في الوحدة الوطنية، مردفا: "إذا لم يكن هناك وحدة على صعيد القادة السياسيين فيجب أن تكون الوحدة في الميدان كالتي تشهدها غزة حاليا".  وأضاف: "الاعتقاد بأن الوحدة على مستوى القيادة ستؤدي إلى وحدة على مستوي الشارع باء بالفشل، وعلينا أن نجرب العكس بمعني أن تكون وحدة ميدانية تؤثر وتجبر القيادة السياسية على التوحد".

وحول اعتداء الاحتلال على مسيرة حيفا التي انطلقت الأسبوع الماضي شدد زحالقة الذي يشارك في المسيرة، أن إسرائيل تريد أن يكون كل شيء تحت سيطرتها، ولا تريد أن يرتفع أي صوت ليتحدى ممارساتها وجرائمها بحق شعبنا .


واستطرد قائلا: "الأسبوع الماضي اعتدوا علينا بوحشية وضربوا المتظاهرين وكسروا الأرجل واعتقلوا شبابا، لكن الفضيحة الإعلامية التي مني بها الاحتلال على كافة المنصات الإعلامية الدولية والمحلية، جعلته يحجم عن مهاجمة مظاهرات حيفا أمس، فالشرطة كانت حذرة من الفضيحة كونها خسرت إعلاميا وسياسيا مما قامت به، فهم يخشون الفضيحة فقط، ولا يؤمنون بحرية التعبير. وهذه الحادثة دليل على أن المعركة الإعلامية مهمة جدا ولها تأثير كبير جدا".


وواصل حديثه قائلا: "انظر كيف جنّت إسرائيل من الحملة الإعلامية الفلسطينية التي فضحتها في غزة، وإسرائيل تعترف أنها خسرت المعركة إعلاميا، وهذا أمر مهم جدا فإظهار كذب وتضليل الروايات الإسرائيلية ممكن إذا عملنا بشكل ممنهج ومدروس، والمعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن الميدان".

ورأى زحالقة أن مسيرات العودة في غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى سلم الأولويات في الساحة العربية والدولية وأضاف: "حكومة الاحتلال كانت تتفاخر بأنها استطاعت تهميش القضية الفلسطينية وجعلتها القضية الخامسة في منطقة الشرق الأوسط ولا تحظى باهتمام أحد، ولكن جماهير غزة قبل غيرهم، أعادوا الاعتبار للقضية الفلسطينية، وهذا إنجاز حصل بالفعل وعلينا البناء عليه".


وطالب النائب العربي في الكنيست؛ السلطة الفلسطينية بوضع استراتيجية فلسطينية جديدة لا تكتفي بالعمل الدبلوماسي على اعتبار أن مخاطبة الحكومات فقط على مدى سنوات مضت كانت أمرا خاطئا، داعيا إلى مخاطبة شعوب العالم،  كطلبة الجامعات والنقابات والجمعيات الأهلية والهيئات التي تبدي تعاطفا كبيرا مع القضية الفلسطينية والغالبية الساحقة منها يدعم فلسطين، باعتبار أن الجماهير تؤثر في نهاية المطاف على حكومات شعوبها.

 

اقرأ أيضا: حيفا ترد على غزة بتظاهرة "من حيفا إلى غزة وحدة دم" (شاهد)

يذكر أن المئات في مدينة حيفا، شاركوا مساء الجمعة، في تظاهرة غضبٍ تحت عنوان من "حيفا إلى غزّة.. وحدة دمٍ، مصير مشترك".

وانطلقت التظاهرة التي أصبحت أسبوعية ومتزامنة مع مسيرات العودة في غزة في ساحة الشهيد باسل الأعرج.
واستخدمت شرطة الاحتلال قواتٍ كبيرةً للمكان، واستخدمت طائرات مسيّرة من دون طيّار لمراقبة المتظاهرين.


وشهدت مدينة حيفا، الأسبوع ما قبل الماضي، سلسلة مظاهرات في مواقع مختلفة من المدينة، شارك فيها مئات المتظاهرين، وهتفت لغزّة ضد المجزرة المستمرّة، وبلغت ذروتها يوم الجمعة الماضي إذ شنّت الشرطة الإسرائيليّة حملةً شرسة ضدّ مئات المتظاهرين، واعتقلت السلطات الإسرائيليّة 21 ناشطًا وناشطةً لأكثر من 65 ساعة، لتفرج عنهم المحكمة، لاحقًا، بعد تعرّضهم لضرب مبرح داخل مراكز الاعتقال، نُقل بعضهم على إثره، إلى المشافي لتلقّي العلاج.

التعليقات (0)