صحافة دولية

تلغراف: هذه إشارات بدء نفاد صبر روسيا على إيران في سوريا

نلغراف: ترغب إسرائيل بإخراج إيران من سوريا وتسعى روسيا لمصلحتها الخاصة- جيتي
نلغراف: ترغب إسرائيل بإخراج إيران من سوريا وتسعى روسيا لمصلحتها الخاصة- جيتي

نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط راف سانشيز، تحت عنوان "صبر روسيا مع حلفائها الإيرانيين في سوريا بدأ ينفد".

 

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن روسيا تشعر بإحباط متزايد إزاء الوجود الإيراني في سوريا، وبأنها قلقة من أن الصراع بين إسرائيل وطهران يهدد انتصارها في الحرب الأهلية في سوريا، وذلك بحسب ما قاله مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير.

 

وينقل سانشيز عن مدير عام وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تشاغاي تزورييل،  قوله إنه يشعر "بتفاؤل" إزاء فتح "فصل جديد" في سوريا مع نفاد صبر كل من روسيا وحكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد من حلفائهم الإيرانيين.

 

ويضيف تزورييل: "تقييمي للموقف هو أن الروس يعنيهم استتباب انتصاراتهم في سوريا، أعتقد أنهم يدركون أنه لو استمر الإيرانيون في مسارهم الحالي، فإن ذلك سيؤدي إلى تصعيدات، وسيؤدي إلى إخفاق خططهم كلها".

 

وتقول الصحيفة إن أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل هو الحيلولة دون حصول إيران على وجود عسكري دائم في سوريا، ما قد يهدد إسرائيل، مشيرة إلى أن المقاتلات الإسرائيلية قامت بسلسلة من الغارات في الأشهر الماضية ضد ما قالت إسرائيل إنها أهداف إيرانية داخل سوريا، ودمرت عددا من الدفاعات الجوية التابعة لنظام بشار الأسد.

 

ويشير التقرير إلى أن تزورييل يعتقد أن الغارات الجوية، التي جاءت مرافقة مع خروج أمريكا من الاتفاقية النووية، وفرض العقوبات التي كانت وراء المعاناة الاقتصادية، تؤجج التوتر بين إيران وروسيا وحليفتها سوريا، ويقول: "أعتقد أن هذه لحظة مفعمة بالفرص الكثيرة، وتقييمي هو أن هناك فرصة لتغيير الوضع بشكل أساسي واستراتيجي". 

ويلفت الكاتب إلى أن تصريحات تزورييل جاءت في وقت تحدثت فيه تقارير غير مؤكدة عن محاولة النظام السوري إخراج الإيرانيين من قواعدهم العسكرية؛ لأنهم جعلوها عرضة للأهداف الإسرائيلية، مشيرا إلى أن موقعا للمعارضة السورية، يسمى "زمان الوصل"، ذكر أن قادة قوات سلاح الجو السوريين يحاولون منع دخول المقاتلين التابعين لحزب الله والحرس الثوري الإيراني القواعد العسكرية؛ في محاولة لحماية المواقع من الغارات الجوية. 

وتجد الصحيفة أن صدوعا بدت أكثر وضوحا في العلاقات الروسية الإيرانية في الأسابيع الماضية، حيث دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف شهر أيار/ مايو إلى خروج القوات الأجنبية كلها من سوريا، وأغضبت تعليقاته إيران، فقال متحدث باسم الخارجية الإيرانية: "لا أحد يجبر إيران على عمل شيء، ولديها سياساتها المستقلة". 

ويورد التقرير نقلا عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قوله يوم الاثنين، إن الجيش السوري هو الوحيد الذي يجب أن ينشر قواته على الحدود الجنوبية، ملمحا إلى عدم السماح لا لإيران أو حزب الله بالانتشار قرب الحدود مع إسرائيل. 

ويعلق سانشيز قائلا إن تصريح لافروف يبدو انتصارا آخر لإسرائيل، التي طلبت من روسيا تقييد حركة القوات الإيرانية قريبا من حدودها، وينقل عن الباحث البارز في شركة الاستشارات الجيوسياسية "ليوبيك" مايكل هورويتز، قوله إن إسرائيل تحاول تحذير روسيا منذ مدة طويلة حول مخاطر الوجود الإيراني في سوريا، لكن الأمر اكتسب زخما في الفترة الأخيرة. 

ويضيف هورويتز للصحيفة: "كانت استراتيجية إسرائيل دائما هي إقناع روسيا بأنها ستخسر كثيرا إن لم تعمل شيئا بشأن إيران، وحتى قبل أسابيع كنت سأقول لك إنهم كانوا يعملون هذا دون فائدة، وأن روسيا لا تفهم أو تهتم، إلا أن هذا تغير بسبب سياسة التصعيد الإسرائيلية، التي هددت بإشعال حرب واسعة". 

 

وتستدرك الصحيفة بأن هورويتز حذر قائلا إن التحول الأخير في الموقف الروسي لا يعني إن إسرائيل حققت أهدافها، و"هذا لا يعني أن إسرائيل انتصرت، بل يعني أن الديناميات تتغير". 

وينوه التقرير إلى أنه حتى لو اعتقد الروس والنظام السوري أن الوجود الإيراني ثمنه كبير، إلا أنه ليس من الواضح كيف سيتم إجبار القوات الإيرانية على مغادرة سوريا.

ويفيد الكاتب بأن إيران استثمرت بشكل كبير في دعم النظام السوري خلال السنوات السبع الماضية، حيث أنها لن تتخلى عن وجودها بسهولة، بالإضافة إلى أن قوات الأسد المحطمة لا تزال تعتمد بشكل كبير على المليشيات المرتبطة بإيران، في وقت يحاول فيه النظام استعادة السيطرة على ما تبقى من مناطق سوريا. 

وتنقل الصحيفة عن تازورييل، قوله: "الأسد والروس يحتاجون للمليشيات الشيعية لإنهاء ما بدأوه في سوريا.. هذا هو جزء من التفكير، وهي مسألة توقيت، لكنها لا تغير تقييمي الأساسي من وجود فرصة". 

ويذكر التقرير أن الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من الحشود السورية في الجنوب، قريبا من الحدود مع الأردن والجولان المحتل، لافتا إلى أن هذه المناطق تعد جزءا من مناطق خفض التوتر، التي تم التوصل إليها العام الماضي بين أمريكا وروسيا والأردن. 

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن النظام قام بالهجوم على مناطق خفض التوتر في الماضي، إلا أن هذه المنطقة حساسة بسبب قربها من الأردن وإسرائيل، حيث حذرت أمريكا من اتخاذ إجراءات حاسمة في حال تحرك النظام في هذه المناطق.

التعليقات (2)
عبد الحليم الحزين
الأربعاء، 30-05-2018 04:47 م
حين غنى عبد الحليم "جانا الهوى" في نهاية الستينات من القرن الماضي، ورد في الأغنية مقطع «اللي شبكنا يخلصنا». ينطبق هذا المقطع على واقع سوريا الحالي : لا روسيا بتحب إيران و لا إيران بتحب روسيا... لا النصيريون "طائفة بشار "بيحبوا الشيعة و لا الشيعة بيحبوا النصيريين. من جمع هذه الأسماك المتناقضة في شبكة واحدة فتم بينها تشابك قد يجر إلى اشتباك مستقبلي؟ الجواب : العم سام أوكل للروس مهمة و أمر الفرس بضخ الأموال و المقاتلين و أمر النصيريين بالموت فداءً لسباط بشار . يا عم سام : كما شبكتهم قم بتخليصهم ، نرجوك يا أبو السماسم!!
نجح
الأربعاء، 30-05-2018 02:52 م
لقد نكر بشار الاسد جميل ايران له ايران باشد ماسة له بعد دماره المدوي ايران حاليا منهارة لقد انفقت اقتصاده على النظام السوري والان بشار الاسد نسي كل ذاك ارى ان ايران لو امسكت بشار الاسد لن تتردد بقتله كما فعلت بالمخلوع اليمني عن طريق حليفه الحوثي