ملفات وتقارير

صحيفة ألمانية: كيف يسعى أردوغان لتحويل تركيا لقوة عالمية؟

أشارت الصحيفة الألمانية إلى أن أردوغان يتمتع بالفعل بالقدرة على تحقيق وعوده- الأناضول
أشارت الصحيفة الألمانية إلى أن أردوغان يتمتع بالفعل بالقدرة على تحقيق وعوده- الأناضول
نشرت صحيفة "هايسه" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن القرارات التي يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتخاذها في حال فاز في الانتخابات القادمة. وخلال حملته الانتخابية، أعلن أردوغان عن نيته توسيع حملته العسكرية في شمال سوريا، كما وعد بالحد من التضخم والقضاء على الفقر، وخفض العجز على مستوى الميزانية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أردوغان وحزبه يعدّان الأقوى في تركيا، في حين تتسم المعارضة بالضعف، كما أنها ليست على وفاق. ومن المرجح أن حزب العدالة والتنمية سيستمر في الحكم بعد الاستحقاق الانتخابي القادم في 24 من حزيران/ يونيو.

وبينت الصحيفة أن عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري، محرم إينس، حاول، من جانبه، القيام بمبادرة لتوحيد المعارضة، من خلال الحيلولة دون تقديم عضو حزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، للمحاكمة، ولكن دون جدوى. والجدير بالذكر أن دميرطاش يقبع في السجن منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016؛ بتهمة نشر البلبلة في البلاد.

وأوردت الصحيفة أن أردوغان يعمل جاهدا للفوز بهذه الانتخابات، من خلال حملة انتخابية هي الأضخم مقارنة ببقية المرشحين، كما يحاول توحيد الأتراك وكسب تأييدهم بشأن الحرب التي يقودها ضد المليشيات الكردية في شمال سوريا وفي العراق. وفي الأثناء، يصور أردوغان نفسه للشعب التركي على أنه منقذهم، متعهدا بأن يتحسن الوضع وتسير الأمور على خير ما يرام في حال فوزه في الانتخابات. لقد بدا أن أردوغان سيخلص الأتراك من الأزمات الاقتصادية التي حدثت في عهده.

وذكرت الصحيفة أن أردوغان أقدم على تقديم موعد الانتخابات؛ حتى يتسنى لتركيا الانتقال إلى النظام الرئاسي سريعا، مؤكدا أن ذلك سيساهم في زيادة الدخل القومي. ومنذ توليه رئاسة الوزراء في سنة 2003، وحتى بعد نيله منصب الرئاسة، دأب أردوغان على التأكيد على أن الفجوة بين الفقراء والأغنياء ستختفي تماما، عندما يشرع الأغنياء في المطالبة بتخفيض الضرائب.

وأفادت الصحيفة بأن أردوغان وعد بمحاربة الفساد والفقر المنتشرين في البلاد. وعلى الرغم من أن البلاد ستتحول لنظام رئاسي، ما يعني نظام الرجل الواحد، إلا أن الرئيس التركي وعد بدعم الحرية والديمقراطية وإرجاع الحقوق لأصحابها، مشددا على أن تركيا ستصبح أكثر قوة وأكثر حرية. ومن المعروف لدى الجميع أن أردوغان يرغب في استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، والدفع بالبلاد نحو حقبة جديدة، حيث أفاد في خطابه الأخير بأن تركيا ستصبح من الدول الرائدة في العديد من المجالات، وستتحول إلى قوة عالمية.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان لم يتطرق لمساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن تركيا تعدّ أكثر دول حلف الناتو قربا من موسكو. ومن المرتقب أن تحصل أنقرة على نظام الدفاع الصاروخي "إس-400 تريومف" من روسيا، قريبا. في السياق ذاته، وعد أردوغان شعبه بأن تصبح تركيا من بين أقوى عشر دول اقتصاديا في العالم بحلول سنة 2023، أي بعد خمس سنوات من الآن. وبالاستناد إلى الناتج المحلي الحالي، تعدّ تركيا بالفعل في المركز 13 عالميا.

وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يتمتع بالفعل بالقدرة على تحقيق وعوده. ويرجع ذلك إلى أن تركيا تعمل حاليا على التوسع في مجال الصناعات الحربية، بداية من الدبابات والمروحيات والطائرات من دون طيار، فضلا عن إنتاج السيارات المحلية. من جهة أخرى، يسعى أردوغان إلى تعزيز انتصاراته الخارجية ضد المليشيات الكردية، فبعد فوز الجيش التركي في معاركه ضدهم في عفرين وأجزاء من إدلب، نزح الأكراد من هذه المناطق، لتسكنها المعارضة السورية المسلحة. وفي حال سحب أردوغان قواته من شمال سوريا، إلا أنه سيحافظ على نفوذه في المنطقة من خلال الموالين له.

وأحالت الصحيفة إلى أن أردوغان أعلن أن عمليات "درع الفرات" "وغصن الزيتون" ما زالت مستمرة، حتى تنفذ جل المهام، وعلى الخصوص تأمين الحدود التركية ضد الإرهابيين. وفي هذا الشأن، قال أردوغان إن "جنودنا على استعداد للقيام بمهام جديدة". وقد صرح الرئيس التركي بأنه سيستهدف أي موقع تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية الكردية في شمال سوريا، كما هدد بمهاجمة مدينة منبج، إلا أنه سرعان ما تراجع عن قراره؛ بسبب تمركز القوات الأمريكية والفرنسية في المدينة.

وذكرت الصحيفة أنه من الواضح أن أردوغان لن يتمكن من استمالة الولايات المتحدة إلى صفه ضد الأكراد، وإلا ستخسر واشنطن آخر موطئ قدم لها في سوريا. وما لا شك فيه أن إسرائيل لن تقبل بتقهقر الولايات المتحدة؛ بسبب مخاوفها من توسع النفوذ الإيراني في سوريا، الذي تسعى بكل قوتها للحد منه، حتى لو كلف الأمر نشوب صراع جديد في المنطقة.

وأبرزت الصحيفة أن تركيا وإيران وروسيا يشكلون تحالفا في سوريا. ومؤخرا، ظهر جليا أن هناك تضاربا في المصالح بين القوى الثلاث، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى نشوب صراع جديد. وتدرك تركيا جيدا أن واشنطن وباريس لن يتخليا ببساطة عن الأكراد في حال قررت مواصلة عملياتها العسكرية في شمال سوريا. وتعكس الضربة الغربية الأخيرة، التي طالت مواقع عسكرية في سوريا، أن الرئيس الأمريكي قد يخاطر بحرب ضد روسيا، لكنه لن يخضع للتهديدات التركية، على الرغم من إعلانه الانسحاب تماما من الأراضي السورية.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن أردوغان يأمل في تنفيذ وعوده الانتخابية، وفي الوقت ذاته، يعمل على اتخاذ خطوات مدرسة فيما يتعلق بالصراع السوري، حتى لا يؤدي ذلك في النهاية إلى صراع داخل حلف الناتو نفسه. وفي حال قرر تنفيذ هذه الوعود بأي شكل من الأشكال، فقد يخاطر أردوغان بمستقبل تركيا.

اقرأ أيضا: 7 مرشحين ينافسون على رئاسة تركيا.. إغلاق تقديم الطلبات
التعليقات (1)
ههه
الأربعاء، 09-05-2018 04:23 ص
يلقي نائب بالسجن بتهمة اثارة البلبلة - انت مجرم و دورك بعد ايران اقترب