صحافة دولية

نيويورك تايمز: هذه رسالة بومبيو المفاجئة للرياض بشأن قطر

رسالة بومبيو في أول زيارة له للمملكة بصفته الجديدة كانت: "طفح الكيل"- نيويورك تايمز
رسالة بومبيو في أول زيارة له للمملكة بصفته الجديدة كانت: "طفح الكيل"- نيويورك تايمز

حمل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رسالة للسعوديين بخصوص الحصار الذي تفرضه بلادهم على قطر.

وخلاصة الرسالة مفادها "كفى، كفى.. أوقفوا حصار قطر"، وجاءت في أول جولة للوزير الأمريكي منذ مصادقة الكونغرس على تعيينه؛ التي ستضم أوروبا والسعودية وإسرائيل والأردن.

وعلقت صحيفة "نيويورك تايمز" قائلة إن السعوية تفكر بحفر قناة مائية على طول حدودها مع دولة قطر بشكل يحولها إلى جزيرة، مشيرة إلى أن القناة سيتم فيها رمي النفايات النووية، بشكل يمنع التواصل بين البلدين، إلا أن رسالة وزير الخارجية بومبيو في أول زيارة له للمملكة بصفته الجديدة كانت: "طفح الكيل".

وتقول الصحيفة إن صبر واشنطن فيما يتعلق بالخلاف الصاخب داخل دول مجلس التعاون الخليجي قد نفد، وأخبر بومبيو نظيره السعودي عادل الجبير بضرورة حل الخلاف، وذلك نقلا عن مسؤول في الخارجية الأمريكية، الذي أطلع صحافيين على ما جرى في اللقاء، لكنه لم يعط الصلاحية بالكشف عن اسمه.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"،إلى قرار السعودية والإمارات العام الماضي فرض حصار جوي وبحري وبري على دولة قطر، حيث اتهمتا، مع البحرين ومصر، الدولة الخليجية الثرية بدعم الإرهاب، والتقارب مع إيران، واستقبال معارضي هذه الدول. وزادت سنوات من الإهانات التي مارستها الأطراف إلى من المرارة المتبادلة.

وتلفت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون قضى معظم فترته يحاول التوسط بين الأطراف المتنازعة، لكن دون نجاح، فقد كان يعرف السعوديون، الذين يراقبون الدينامية السياسية الداخلية في الولايات المتحدة أن علاقة تيلرسون مع الرئيس دونالد ترامب ليست على ما يرام، ولهذا تجاهلوا مناشداته ووساطاته، خاصة أن ترامب وقف في الأيام الأولى من النزاع مع السعودية ومعسكرها.

 

ويجد التقرير أنه على خلاف تيلرسون، فإن بومبيو من المقربين للرئيس، ولهذا فهو رمز مهم، بالإضافة إلى أن قطر ومنذ الأزمة التي مضى عليها 11 شهرا أنفقت ملايين الدولارات على حملة كسب للرأي العام في واشنطن، التي أعطت ثمارها بداية الشهر الحالي، من خلال استقبال الرئيس ترامب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الأبيض، حيث عبر الرئيس ترامب عن دعمه القوي للبلد.

وتقول الصحيفة إن بومبيو، جاء إلى الرياض يحمل الرسالة ذاتها في لقائه الذي عقده في المطار مع عادل الجبير، ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقاء عقد مساء السبت، والملك سلمان في لقائه اليوم الأحد، حيث ترى الولايات المتحدة أن مواجهة تأثير إيران، وتحقيق الاستقرار في سوريا والعراق، وهزيمة ما تبقى من جيوب لتنظيم الدولة، ووقف الحرب الكارثية في اليمن، ينظر إليها في واشنطن على أنها أولويات لا يمكن معالجتها دون موقف عربي موحد.

وينوه التقرير إلى أن وصول بومبيو للرياض تزامن مع سقوط ثمانية صواريخ أطلقها المتمردون الحوثيون على منطقة جازان، جنوب السعودية، وأدت إلى مقتل شخص، مشيرة إلى أن وابل الصواريخ هو إشارة جديدة على تزايد تهديد النزاع في اليمن على المنطقة.

وتعلق الصحيفة قائلة إن الأزمة الإنسانية في اليمن أصبحت محل اهتمام في الكونغرس، لدرجة أن أعضاء مؤثرين في مجلس الشيوخ شرعوا بمناقشة فرض قيود على صفقات السلاح مع السعودية، وهو ما سيؤثر على أولويات الإدارة الأخرى، من مثل زيادة مبيعات السلاح، ودفع السعودية لأداء دور فاعل لتحقيق الاستقرار في سوريا، ومواجهة إيران.

ويذهب التقرير إلى أن أخطاء الطيران السعودي في ضرب الأهداف، بالإضافة إلى الحصار المفروض على الموانئ اليمنية، أسهما بشكل كبير في تدهور الوضع الإنساني في اليمن، فيما أخبر بومبيو الجبير يوم السبت بأهمية فتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية والبضائع لليمن، بما في ذلك الوقود.

وبحسب الصحيفة، فإن بومبيو جاء إلى الشرق الأوسط لمناقشة الاتفاقية النووية، التي يقول المراقبون إن الرئيس ترامب سيقوم بالخروج منها في 12 أيار/ مايو، خاصة أنه وصفها بأنها "الأسوأ على الإطلاق"، لافتة إلى أن بومبيو سيزور اليوم إسرائيل، وبعدها سيسافر إلى العاصمة الأردنية عمان، لمقابلة الملك عبدالله الثاني.

 

ويشير التقرير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد زارا واشنطن الأسبوع الماضي، وحثا الرئيس على الحفاظ على الاتفاقية النووية، "دون أي نجاح على ما يبدو".

وتذكر الصحيفة أن ترامب تعهد بألا تحصل إيران على سلاح نووي مهما حدث، وهو أمر لن يمنع قادة الجمهورية الإسلامية من استئناف برنامجهم النووي لو خرجت إيران من الاتفاقية، كما تعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وطلب من الدول الأخرى في الشرق الأوسط المساهمة وتحمل جزء من العبء.

ويجد التقرير أن "نجاح الولايات المتحدة في إقناع حلفائها لعمل المزيد، والطلب من السعودية تخفيف حملتها على اليمن وقطر، أمر غير واضح، وكيف سيرد الإيرانيون على تهديدات ترامب وهو يخطط للخروج من سوريا، أمر لا تعرف نتائجه أيضا".

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن بومبيو سيعود إلى واشنطن يوم الاثنين؛ للتحضير للقمة المحفوفة بالمخاطر مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جون- أونغ، الذي قابله بومبيو سرا في كوريا أثناء عطلة عيد الفصح.

التعليقات (0)