علوم وتكنولوجيا

هل ينجح فيسبوك بحفظ ماء الوجه من خلال الخاصيات الجديدة؟

أعلنت شركة فيسبوك عن توظيف قرابة 7500  "مراقب للمحتوى" - جيتي
أعلنت شركة فيسبوك عن توظيف قرابة 7500 "مراقب للمحتوى" - جيتي


نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الانتقادات التي تعرض لها موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إثر فضيحة تسريب بيانات المستخدمين لشركة "كامبريدج أناليتيكا". ومن المتوقع أن يوفر فيسبوك بعض الخاصيات لتعزيز الشفافية، سعيا منه لاستعادة ثقة المستخدمين. 


وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الانتقادات اللاذعة التي طالت فيسبوك دفعته يوم الثلاثاء الماضي إلى نشر "إرشادات داخلية"، لتوضيح القواعد التي تتبعها فرق الإشراف التابعة للموقع لتحديد المحتوى الذي يجب حذفه.


وذكرت الصحيفة استنادا إلى التصريحات التي أدلت بها نائبة رئيس فيسبوك المكلفة بسياسة إدارة المحتوى، مونيكا بيكرت، أن الشركة تريد مساعدة "الجميع على فهم أين ترسم الشركة حدود المسائل المعقدة والتي تحمل عدة أوجه"، والسماح "للخبراء" بالقيام "بالملاحظة". لكن هذا الإعلان الجديد يأتي أساسا على خلفية الانتقادات الشديدة الموجهة لعملاق مينلو بارك.

ونوهت الصحيفة بأنه منذ أسبوعين، كان على مارك زوكربيرغ أن يقدم تفسيرا واضحا أمام الكونغرس الأمريكي بشأن مسألة حصول شركة "كامبريدج أناليتيكا" للتسويق السياسي على بيانات عشرات الملايين من المستخدمين. ويوم الثلاثاء الماضي، استمع البرلمان البريطاني إلى الباحث ألكسندر كوغان الذي جمع هذه البيانات وقام ببيعها. 

وخلال الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تحقيقا مطولا اتهمت فيه فيسبوك بالترويج لرسائل الكراهية ضد الأقليات المسلمة في بورما وسريلانكا.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسألة التشكيك في سياسة الاعتدال التي يتوخاها موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، ليست حديثة العهد. فخلال السنوات الأخيرة، اتهم فيسبوك في عدة مناسبات بالسماح بازدهار خطابات تنطوي على الكراهية أو العكس من خلال فرض رقابة تعسفية على المحتوى. ولطالما كانت "المبادئ التوجيهية الداخلية" في فيسبوك سرية، إلا أن ذلك لم يدم طويلا حيث نشرت صحيفة الغارديان البريطانية خلال شهر أيار/ مايو سنة 2017، تسريبات كشفت جزءا من هذه الأسرار.

وحسب ما صرح به المسؤول عن سياسة المحتوى في موقع فيسبوك، سيوبهان كوميسكي، لصحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن هناك "بعض التفاصيل الصغيرة" التي لم يتم الإعلان عنها "لمنع الأفراد من التحايل على النظام".

وأوردت الصحيفة أنه تم تقسيم هذه المبادئ التوجيهية إلى ستة أقسام يمتاز كل واحد منها بالدقة والتعقيد. وقد بين فيسبوك المعايير المستخدمة للحكم على ما إذا كان المحتوى المنشور يتضمن تهديدا "جديا" بالعنف ويحدد الهدف، والموقع، والتاريخ، والطريقة، وذكر سلاح معين... بالإضافة إلى تحديد فئة الأشخاص أو المجموعات "المستهدفة" بما في ذلك رؤساء الدول أو الناشطون أو الصحفيون.

وأفادت الصحيفة بأن شركة فيسبوك قدمت وصفا مفصلا عن نوعية الرسائل ذات الطابع العنيف، أو تلك التي تحرض على العنف، والتي تستوجب حذفها، مثل الصور أو الفيديوهات التي تظهر شخصا أقدم على الانتحار. وتشمل قائمة المحتوى المحظور من النشر المحتوى العنيف أو الذي يروج لمعلومات مضللة، بالإضافة إلى الصور المخلة بالحياء.

وفي هذا السياق، أشار فيسبوك إلى أن سياسة الحظر لن تشمل الأعمال الفنية مثل المنحوتات واللوحات، لكنه عمد إلى حجب اللوحة الفنية "أصل العالم" للرسام الفرنسي غوستاف كوربيه، التي تظهر امرأة عارية تماما، ما أثار ضجة كبيرة.  

وبينت الصحيفة أن فيسبوك، أعلن عن توظيف قرابة 7500 "مراقب للمحتوى"، وهي معلومة لطالما تكتم عن ذكرها الموقع. كما صرح بأنه يعول على الذكاء الصناعي، وبلاغات وآراء المستخدمين التي تتيح للنظام حذف المحتوى آليا. ولا يقتصر استعمال هذه الخوارزمية على المحتوى المحمي بحق الملكية الفردية، أو المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال فقط، بل تشمل أيضا المحتويات ذات الطابع الإرهابي.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى اعتزام هذه الشركة تنظيم "منتديات فيسبوك" خلال شهر أيار/ مايو، وهي فعاليات تتيح للعموم فرصة مناقشة معايير المجتمع الرقمي، والتي سنعقد في ألمانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والهند، والمملكة المتحدة وسنغافورة.   

التعليقات (0)