هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار تأكيد أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، أن الأخير دعم بالفعل الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، حتى يضمن ولاءه له، تكهنات حول تأثير هذه التأكيدات على قضية ومحاكمة ساركوزي.
وقال قذاف الدم، إن "دعم ساركوزي بالأموال من قبلنا هو أمر مؤكد وحقيقة لا يمكن نكرانها"، وأضاف: "لم أسمع حديثا عن كم هي المبالغ، لكن في تلك الفترة كان القذافي يسعى لتأسيس ما يسمى الولايات المتحدة الأفريقية، لذلك كان لا بد أن يكون لنا صديق مقرب في الإليزيه"، وفق تصريحات تلفزيونية.
اقرأ أيضا: قذاف الدم: قدمنا دعما ماليا لساركوزي والأمر لا يمكن نكرانه
والسؤال الذي يثيره تأكيد قذاف الدم: كيف ستؤثر تصريحاته على محاكمة ساركوزي؟ وما الهدف من هذه التأكيدات الآن؟ في حين يذهب آخرون للتساؤل عن ما إذا كان يهدف إلى "حرق" ورقة سيف القذافي".
ثأر مع "ساركوزي"
من جهته، أكد عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، إبراهيم صهد، أن "قذاف الدم يظن أن بينه وبين ساركوزي ثأرا بسبب تدخل فرنسا في الثورة ضد القذافي، لكن لا يستطيع هو ومن يدور في فلك القذافي أن يستبعد أن الشعب الليبي كان سيسقط القذافي سواء بمعونة فرنسا أم بغيرها".
وأوضح لـ"عربي21" أن "الرتل الذي وجهه القذافي إلى مدينة بنغازي لم يستطع أن يدخلها ورده الثوار على أعقابه قبل أن تتدخل فرنسا".
وبخصوص تأثير تصريح قذاف الدم على القضية، قال صهد، المعارض السابق للقذافي: "أعتقد أن القضاء الفرنسي لديه من الحيثيات التي تدين أو تبرئ ساركوزي، ما يجعله في غنى عن تصريحات المذكور(قذاف الدم)"، بحسب تقديره.
اقرأ أيضا: ساركوزي يتعهد بسحق "عصابة القذافي" بعد اتهامات "التمويل"
ضغط "مصري"
وقال مدير مؤسسة "ليبيا للإعلام"، نبيل السوكني، إن "قذاف الدم الآن تحت ضغط الحكومة المصرية، لذا فإن كلامه في الإعلام كله حسبما تريد مصر، أما قضية الدعم لساركوزي فإن التأكيدات ثم تسريب رسالة رسمية من المخابرات الليبية تؤكد الأمر".
وأضاف في تعليقه لـ"عربي21" أن "قذاف الدم يريد دعما دوليا من أجل مغادرة مصر، وفرنسا هي إحدى الدول التي ربما يلجأ إليها، أما بخصوص الأزمة بين فلول القذافي، فإن هناك بالفعل حربا باردة بينهم، لكن لا أتوقع أن قذاف الدم يريد حرق ورقة سيف القذافي"، بحسب كلامه.
"سيف القذافي"
من جانبه، رأى أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير، أن "هذه التصريحات تؤكد أن الخلافات بين أنصار القذافي بدأت تظهر على السطح، ودلالة التوقيت في تصريحات قذاف الدم تؤكد أنها محاولة من الأخير لإفساد عودة سيف القذافي إلى الحكم، كونه منافسا له".
وأشار في حديثه لفـ"عربي21"، إلى أن "تأكيدات قذاف الدم للدعم دليل إدانة ضد ساركوزي ستأخذ به المحكمة هناك على الأقل كقرينة على قبوله تمويلا خارجيا في مخالفة لما يقضي به القانون الفرنسي"، وفق رأيه.
تصفية حسابات
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "تأكيد الدعم من قذاف الدم يعد تصريحات انتقامية وتصفيات حسابات قديمة من ساركوزي لدوره وفرنسا في دعم الثورة الليبية، وإسقاط القذافي".
وعن هدف التصريحات، قال كعبار لـ"عربي21": "حقيقة لا يمكن لأحمد قذاف الدم أن يعمل ضد مصلحة سيف القذافي، فهم من عائلة واحدة، لكن هذا لا ينفي وجود صراع بين قيادات القذافي السابقة، بل إن هناك رفضا لقذاف الدم نفسه كونهم يعتبرونه خذل القذافي"، بحسب تعبيره.
"ورطة"
وقال المدون الليبي، فرج فركاش، إنه "بهذه التصريحات يورط أتباع القذافي أنفسهم وقائدهم في سوء استخدام السلطة وأموال الشعب الليبي".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن الأدلة المادية والملموسة هي التي ستبني عليها أي محكمة قراراتها بشأن إدانة ساركوزي من عدمها".