حقوق وحريات

عودة الاحتجاجات إلى جرادة بالمغرب.. والاعتقالات تتوسع

 من بين المعتقلين فتاة واحدة قاصر 14 سنة، ومختل عقليا واحد، وعدد كبير من القاصرين- أرشيفية
من بين المعتقلين فتاة واحدة قاصر 14 سنة، ومختل عقليا واحد، وعدد كبير من القاصرين- أرشيفية

لليوم الثاني على التوالي، عادت الاحتجاجات إلى مدينة جرادة (شرقي المغرب)، وأسفرت الاعتقالات عن توقيف أكثر من 60 ناشطا، بحسب مصادر محلية، بعد 10 أيام من قرار الحكومة منع المظاهرات، التي استمرت ثلاثة أشهر، بعد مقتل شخصين بسبب العمل داخل المناجم غير القانونية.

 

وتعيش جرادة للشهر الرابع على التوالي على إيقاع الاحتجاجات؛ بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، ولم تفلح الحكومة في إقناع الساكنة بقبول حلولها لإنقاذ المنطقة.

 

عودة الاحتجاج

 

تجددت المظاهرات، الجمعة 23 آذار/ مارس، بمدينة جرادة؛ للمطالبة بـ"العدالة الاجتماعية، وتوفير فرص العمل، وتحسين ظروف عيش السكان"، والإفراج عن النشطاء الموقوفين. 


وعاشت نقطة "المنار" مساء الجمعة، بحسب مصادر متطابقة لـ"عربي21"، على صفيح ساخن، بعد خروج عشرات المواطنين للاحتجاج، فيما حالت قوات الأمن دون قيامهم بمسيرة باتجاه ساحة المدينة؛ من أجل الاعتصام.


وجدد المحتجون مطالبهم بتوفير البديل الاقتصادي، وإطلاق سراح المعتقلين، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة بالاستجابة لمطالب السكان "المشروعة والعادلة".


ونشر عدد من نشطاء الاحتجاجات بجرادة فيديوهات، تظهر عددا من السكان يرفعون شعارات "الموت ولا المذلة"، بينما يتناوب على الكلمة نساء وشباب يستعرضون فيه سلمية حراكهم ومعاناتهم من الأوضاع الاقتصادية السيئة بالمدينة.


وكانت قوات الأمن منعت، الخميس 22 آذار/ مارس، المتظاهرين من الوصول لسوق الأحد الأسبوعي بالمدينة، الذي كان مقررا توجه المحتجين بمسيراتهم إليه.

60 معتقلا

 
وتواصلت "موجة الاعتقالات التي انطلقت منذ 10 آذار/ مارس الجاري، الخميس، حيث سجلت 10 حالات اعتقال جديدة مباشرة بعد انتهاء المسيرة، التي نظمت باتجاه سوق الأحد بمدينة جرادة".


وأفادت فاطمة الزهراء عامر، ناشطة من المدينة، في تصريح لـ"عربي21": "ربما نكون وصلنا 60 إلى 70 معتقلا على سبيل التقريب، لا نملك أعدادا دقيقة؛ بسبب الأجواء التي تسود المدينة".


وسجلت أنه منذ تدشين حملة الاعتقالات، في 10 آذار/ مارس، تم إطلاق سراح شخصين، الأول عز الدين العمراوي اعتقل يوم السبت 10 مارس مع رفيقه مصطفى الدعينين، وتم إطلاق سراحه في اليوم ذاته، ليعتقل مرة أخرى في 20 مارس. والحالة الثانية لميمون الوازنة، تم اعتقاله أيضا يوم 20 مارس، رفقة شقيقه طارق الوازنة (مصور الحراك)، وأطلق سراحه في اليوم الموالي".


وعن جنس الموقوفين وسنهم، أضافت فاطمة الزهراء أن من بين المعتقلين "فتاة واحدة قاصر (14 سنة)، ومختل عقليا واحد، وعدد كبير من القاصرين الذكور، ولا إحصاءات واضحة لحد الساعة".

جلسة طارئة للبرلمان

 
وجدد المكتب السياسي لحزب "الأصالة والمعاصرة" دعوة فريقه النيابي إلى تجديد طلبه السابق، الداعي إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الداخلية بمجلس النواب؛ لمناقشة الاحتجاجات التي تعرفها بعض الجهات والمناطق بالمغرب، والوقوف على حقيقة ما يقع، والتقدم بطلب لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الموضوع.


وطالب المكتب السياسي في بلاغ له، صدر الجمعة، كلا من رئيسي فريقه البرلمانيين إلى متابعة موضوع الدورة الاستثنائية للبرلمان، مع التأكيد على ضرورة احترام دور البرلمان كسلطة تشريعية يجب أن تمارس صلاحياتها بكل استقلالية وحرية، بعيدا عن كل ضغط أو هرولة قد تفقد العمل البرلماني قيمته التشريعية والرقابية.


وأكد المكتب السياسي، في البلاغ الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، أنه سيواصل لقاءاته التواصلية والتنظيمية عبر مختلف جهات المغرب، مشيرا إلى أنه سيعقد يومين دراسيين لمناقشة النموذج التنموي المغربي وقضايا الراهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المغرب.


وكان حزب "الأصالة والمعاصرة" دعا بعد أحداث المواجهات التي جرت بين المحتجين وقوات الأمن بجرادة، إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الداخلية بمجلس النواب؛ لمناقشة الأوضاع في المدينة.

وتصاعد التوتر في المدينة خلال الأيام الماضية، بعد أن أوقف الأمن 22 ناشطا، على خلفية مواجهات مع متظاهرين، وقعت في 14 من الشهر الجاري، وأسفرت عن العديد من الإصابات.

التعليقات (0)