سياسة دولية

باحث إيراني يهاجم تركيا بعد تدمير تمثال "كاوة الحداد" بعفرين

عناصر من الجيش الحر دمروا تمثال كاوة الحداد بعد دخول عفرين- تويتر
عناصر من الجيش الحر دمروا تمثال كاوة الحداد بعد دخول عفرين- تويتر
هاجم صادق ملكي الباحث والمحلل السياسي الشهير والمقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، تركيا وسيطرتها على عفرين، وقال إنه "هجوم كراهية عثماني على الثقافة الفارسية".

وقال ملكي إن هدم المقاتلين تمثال "كاوة الحداد" وسط عفرين على يد من وصفهم بـ"الضحاكين" (الأرواح الشريرة في الأساطير الفارسية)، "لم يكن هجوما على رمز المظلومية فقط بل حمل كراهية تركية من أحد أساطير إيران الثقافية".

ولفت إلى أن هدم التمثال يعد بمثابة إطلاق نار على موروث الثقافة الإيرانية وانتقاما عثمانيا من إيران التي "شكلت سدا منيعا ضد هيمنة الأتراك العثمانيين على المنطقة حتى يومنا هذا".

وأضاف: "ورثة العثمانيين لا يزالون يحملون سلوك المغول ويعتقدون أن إيران بمذهبها الشيعي وموروثها التاريخي تشكل خطرا عليهم ويجب محاربتها".

وتعرف شخصية كاوة الحداد أو "كاوة أهنكر" باللغة الفارسية بأنها إحدى شخصيات الأساطير الفارسية المذكورة في ملحمة "الشاهنامة" والتي ألفها الشاعر الإيراني فردوسي ويمثل "كاوة الحداد وفقا للملحمة شخصية المحارب المدافع عن حقوق المظلومين ضد الأشرار".

وأقدم عدد من مقاتلي الجيش الحر بعد دخول عفرين على هدم تمثال "كاوة الحداد" الأمر الذي أثار غضب وسائل الإعلام الإيرانية التي شنت هجوما على الجيش الحر بسبب تخريب رمز من رموز الثقافة الفارسية.

وشن الباحث ملكي هجوما على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وشبهه بوزير الدعاية النازية "جوبلز" وقال إنه "لوث الساحة السياسية وبات يلعب بمشاعر الشعب التركي".

وبشأن تزامن توقيت دخول عفرين مع انتصار تركيا في معركة "جناق قلعة" قبل 103 أعوام قال ملكي إن أنقرة وضعت "الدواعش" خلف بوابات عفرين وانتظرت حتى يكون "فتح عفرين مثل جناق قلعة لكنهم لم يدركوا أن المعركة تشبه هجوم بريطانيا وفرنسا على غاليبولي لاحتلال إسطنبول خلال الحرب العالمية الأولى".

ورأى أن عفرين لن تعود كالسابق إبان فترة الإدارة الكردية مضيفا أن "سعادة أردوغان لن تكون دائمة وستصبح عفرين مصدرا للعديد من المشاكل لتركيا والمنطقة في المستقبل".

لكن في المقابل قال ملكي: "أردوغان هون الرابح من محادثات أستانا وسوتشي ويجب القول أن تركيا بقيادة رئيسها لعبت بشكل جيد وحققت ما لم يمكن أن تحققه عسكريا وذلك بفضل محادثات أستانا وسوتشي".

وحول صمت الدول الكبرى والإقليمية على دخول تركيا إلى عفرين قال ملكي: في صمت هذه الدول نرى أن موسكو وطهران وبغداد وواشنطن كانت أمام خيارين، هما خيار الدولة الكردية وخيار تركيا القوية، وإن النظام الدولي والمنطقة اختارا تركيا القوية بدلا من الدولة الكردية على الرغم من مخاوف ومرارة هذا الخيار".

وحمل ملكي الأكراد أيضا مسؤولية ما حدث لعفرين قائلا: "على الرغم من أن الأكراد هم المنتصرون في تطورات منطقة الشرق الأوسط إلّا أنهم لا ينبغي أن تأخذهم نشوة الانتصار، لاتخاذ زمام المبادرة في التغييرات الجيوسياسية لأنهم في وضع لا يؤهلهم لتغيير جغرافيا المنطقة".

وتابع ملكي منتقدا سياسة الأكراد: "استفتاء أربيل وسقوط عفرين كانا نتيجة الحسابات الكردية الخاطئة، والأكراد هم الأقل إدراكا لموقفهم ووزنهم السياسي في المعادلات الإقليمية في النظام الدولي، وقد يكون جرح عفرين الذي لا يلتئم بسهولة عاملا في تغيير سلوك الأكراد مستقبلا بالمنطقة".

ودعا ملكي الأكراد لاختيار هوية مذهبية بدلا من الهوية القومية وقال: "لا يزال الأكراد يبحثون عن أهداف بعيدة عن حجمهم وقوتهم ويمكن لهم أن يكونوا شيعة أو سنة لكن عندما يريدون أن يكونوا أكرادا فإنهم سيصبحون لعبة وسيتم سلخهم في نهاية الأمر" وفق وصفه.

يشار إلى أن القوات التركية عثرت على كميات من الأسلحة والقذائف الإيرانية الصنع من إنتاج منظمة الصناعات العسكرية الإيرانية "ساصد".

ورأت وسائل إعلام إيرانية أن السيطرة على عفرين تمهيد للطريق من أجل دخول قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب.

التعليقات (1)
منير
الخميس، 22-03-2018 07:46 م
فليسأل نفسه هذا الباحث الايراني ماذا يفعل الموروث الفارسي في مناطق اهل السنة. للعلم تم بناء هدا التمثال في السنوات الاخيرة بعد سيطرة الوحدات الكردية على عفرين, ثم ما هذه الطائفية المتعشعشة في أدمغة الايرانيين حتى يطلبو من الاكراد اما ان يكونو شيعة او سنة!!!