علوم وتكنولوجيا

تقنية البلوكشين هل ستمثل مستقبل الإنترنت؟

من الممكن أن تكون المنصات الجديدة بداية النهاية بالنسبة لهيمنة فيسبوك وغوغل
من الممكن أن تكون المنصات الجديدة بداية النهاية بالنسبة لهيمنة فيسبوك وغوغل
نشر موقع "بتكوينيست" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن ظهور منصات جديدة للتواصل الاجتماعي تجمع بين المهتمين بالعملات الرقمية والأشخاص العاديين. والمثير للاهتمام أن المحادثات على هذه المنصات ستكون قائمة على تقنية البلوكشين الآمنة واللامركزية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن تقنية البلوكشين تمثل بداية حقبة جديدة في عالم التكنولوجيا، حيث تستخدمها غالبية المؤسسات بهدف تعزيز كفاءتها ودعم الشفافية داخل المؤسسات. وقد أدى تطبيق تقنية البلوكشين إلى ثورة في القطاع المالي والاجتماعي والتكنولوجي، ما تمخض عنه ظهور منصات جديدة، خاصة في مجال التواصل الاجتماعي.  

ومن الممكن أن تكون هذه المنصات الجديدة هي بداية النهاية بالنسبة لهيمنة فيسبوك وغوغل على الإنترنت، ووضع حد لتحكمهم في مسار تدفق المعلومات. وبالتالي، ستصبح تقنية البلوكشين حلا جذريا لتلافي آثار هذه السيطرة.

وبين الموقع أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت من أبرز الابتكارات خلال العقدين السابقين. وقد أدت هذه المواقع إلى إحداث تغييرات جذرية على مستوى قطاعات أخرى، حيث أصبحت شركات بأكملها قائمة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وأفاد الموقع بأنه رغم هذه النقلة النوعية في عالم التواصل عبر الإنترنت، بات هناك جدل واسع حول توجهات بعض منصات التواصل الاجتماعي، على غرار فيسبوك ويوتيوب. ومؤخرا، تعرضت هذه المواقع إلى هجوم شديد بسبب الإجراءات التعسفية التي تتخذها، بالإضافة إلى حظر حسابات بعض المستخدمين.

وعلى خلفية ذلك، قرر العديد من المستخدمين الناشطين على يوتيوب تغيير وجهتهم إلى منصات أخرى؛ بحثا عن الاستقرار المالي نظرا لأنهم يعتمدون على إعلانات الموقع كمصدر رئيسي للدخل.

وذكر الموقع أن القرار الذي اتخذه فيسبوك المتعلق بحظر الإعلانات المتعلقة بالعملات الرقمية كافة، كان بمنزلة صدمة لدوائر مستخدمي البلوكشين والعملات الرقمية. إلى جانب ذلك، تأثر السوق العالمي بسبب الرقابة التي فرضها فيسبوك على الموقع، للحد من انتشار الإعلانات المتعلقة بالعملات الرقمية.

وأورد الموقع أن كل هذه الأسباب دعت إلى ظهور منصات اجتماعية جديدة، على غرار موقع ستيمت. وفي الحقيقة، لا تمثل مسألة الرقابة على موقع ستيمت أي مشكلة بالنسبة لمستخدميه، حيث يسمح لهم بنشر موضوعات مختلفة في المجالات كافة بأقل حد ممكن من الرقابة.

بالإضافة إلى ذلك، لا يتأتى الدخل الذي يحصل عليه المساهمون في موقع ستيمت من الإعلانات أو من الموقع نفسه على غرار مواقع التواصل الاجتماعي التقليدية، وإنما من أعضاء الموقع أنفسهم. كما يستخدم موقع ستيمت نظام "أبفوتينغ" المشابه للنظام الذي يستخدمه موقع ريديت.

وأكد الموقع أن هذا النظام قائم على دفع الأعضاء لقدر من الأموال بواسطة عملة "ستيم"، بهدف التركيز على منشورات محددة أو محتوى معين يظهر لهم عند تصفح الموقع. كما يمكن للأعضاء تغيير "قوة" التركيز على منشور بعينه، الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة المقابل المادي لصانع محتوى هذا المنشور، والذي سيتحصل عليه في شكل عملة ستيم. وبهذه الطريقة، ستزداد القدرة التنافسية للمنصة.

وفي الوقت ذاته، ستساهم هذه المنصة في ظهور مجموعة جديدة من صانعي المحتوى، الذين واجهوا من قبل العديد من العوائق في نشر أعمالهم. وبناء على ذلك، يستطيع أي مستخدم من أي مكان في العالم الولوج إلى منصة ستيمت، ووضع المحتوى الذي صنعه، والحصول على مقابل لذلك المحتوى.

وأشار الموقع إلى أن هناك قرابة 61 ألف شخص يزورون موقع ستيمت بصفة يومية. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هذا الرقم لا يقارن بأي حال من الأحوال بعدد زائري موقع فيسبوك، الذين يقدر عددهم بالملايين، علما بأن عدد زائري الموقع كان نصف ذلك العدد قبل ثلاثة أشهر تقريبا.

وفي الختام، قال الموقع إن ستيمت تلقى مؤخرا عددا كبيرا من طلبات الاشتراك بالموقع. وفي الوقت الحالي، يتم صناعة العديد من المحتويات ذات الجودة العالية، حيث أصبح المحتوى المتعمق هو السائد على الموقع.


0
التعليقات (0)