صحافة إسرائيلية

موقع إسرائيلي: ماذا حدث لحزب الله كي يغدو أقل شيعية؟

تايمز أوف إسرائيل: حزب الله اتخذ مقعدا خلفيا في النزاع حول الجدار الحدودي الذي تبنيه إسرائيل- جيتي
تايمز أوف إسرائيل: حزب الله اتخذ مقعدا خلفيا في النزاع حول الجدار الحدودي الذي تبنيه إسرائيل- جيتي

تحدث موقع إسرائيلي، عن "تغيير ظاهري" يمر به حزب الله اللبناني، نتيجة خوفه من منافسة بعض الأحزاب السياسية له في الانتخابات المقبلة، حيث بات الحزب أكثر لبنانية وأقل شيعية، وبات ينفق المزيد من الوقت على القضايا اللبنانية الداخلية، أكثر من استعداده للحرب ضد "إسرائيل".
 
هجوم إسرائيلي


ورأى موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في تحليل أعده محلل شؤون الشرق الأوسط لديه، آفي يسخاروف؛ أن زيارة رئيس حركة الميليشيات الشيعية العراقية القوية "النجباء"، أكرم الكعبي، وزيارته لقبر عماد مغنية رئيس العمليات العالمية السابق لحزب الله، والذي اغتيل قبل 10 أعوام بسيارة مفخخة، "يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل، أن حزب الله ليس وحيدا".
 
وقال الكعبي: "نحن في المقاومة العراقية نقف مع حزب الله وسنقف معه في أي هجوم إسرائيلي ضده".
 
وقدر الموقع الإسرائيلي، أن "الرسالة التي تم إرسالها؛ أن العديد من الجماعات المسلحة الإقليمية، بمن فيهم النجباء – تأخذ تعليماتها من قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الضابط الكبير في قوات الحرس الثوري الإيراني -، ستنضم إلى حزب الله في حربه المقبلة ضد إسرائيل، التي هدد بها حسن نصر الله".
 
وأوضح أن "إيران أمضت الأشهر القليلة الماضية في العمل على توحيد الجبهات السورية واللبنانية استعدادا للحرب مع إسرائيل، كما أرسلت المزيد من القوات الشيعية إلى سوريا وأقامت قواعد عسكرية لقواتها، وأرسلت أيضا طائرات بدون طيار إلى الأجواء الإسرائيلية".
 
وأوضح أن لقاء الكعبي مع إحسان عطايا، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، يشي بأن القوات شبه العسكرية اللبنانية والفلسطينية والموالية لإيران شكلت جبهة موحدة.
 
وعلى الرغم من ذلك، "يبدو أن حزب الله نفسه لا يسارع إلى الحرب أو إشعال الوضع مع إسرائيل، حيث يرى أن التوترات بين إسرائيل وسوريا تحت السيطرة، في حين حرص حزب الله في لبنان على أن ينأى بنفسه عن الطائرات بدون طيار الإيرانية التي خرقت المجال الجوي الإسرائيلي، واسقاط طائرة إسرائيلية من طراز إف 16"، وفق الموقع.
 
فرصة استثنائية


واستدرك بقوله: "صحيح، بعد أيام قليلة، أشاد نصر الله بإسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية، لكن يبدو أن حزب الله يعمل جاهدا لإعطاء الانطباع بأنه أكثر قلقا في الوقت الراهن من الجبهة اللبنانية المحلية وأقل من إسرائيل"، موضحا أن "حزب الله لا يتسرع في إعادة 8000 مقاتل تابع له من سوريا، في حين منح إجازات لبعض من قواته".

 

اقرأ أيضا:  مواجهة إسرائيل لإيران لم تعد خيالية.. أين موقع حزب الله؟

ولفت إلى أن "حزب الله اتخذ مقعدا خلفيا في النزاع حول الجدار الحدودي الذي يبنيه الجيش الإسرائيلي على طول الحدود، والنقاش حول الحقوق المتنازع عليها في التنقيب عن الغاز الطبيعي، مما يجعل الجيش اللبناني والسياسيين اللبنانيين يعبرون عن غضبهم".
 
ومن وقت لآخر، "يهدد الحزب بمهاجمة حقول الغاز البحرية الإسرائيلية، ومع ذلك، فإن النتيجة النهائية هي أن الحكومة اللبنانية هي التي تأخذ زمام المبادرة في هذه القضية"، وفق الموقع الذي تساءل: "ماذا حدث لحزب الله؟".
 
وقال: "هل أصبح نصر الله فجأة وطنيا لبنانيا ونسي ولاءه لإيران؟ بالطبع لا، لكن في الأسابيع القليلة الماضية يبدو أن حزب الله بات أكثر لبنانية وأقل شيعية"، مرجعا ذلك إلى الانتخابات البرلمانية التي ستعقد في أيار/ مايو المقبل، والتي من شأنها أن تمنح الحزب فرصة استثنائية لتعزيز مكانته السياسية.
 
واعتبر "تايمز أوف إسرائيل"، أن "التركيز على الانتخابات ليس تحولا جذريا، وربما يكون ظاهريا، حيث لا يزال على ذات النهج القديم الذي اتفق عليه في اتفاق الطائف عام 1989، وهو الذي وفر الأساس لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث اصطلح على أن يكون الرئيس اللبناني مسيحيا، رئيس الوزراء سنيا ورئيس البرلمان شيعيا.
 
نصر الله يدرك..


وأضاف الموقع إن أي تغيير طفيف في أسلوب حزب الله الانتخابي من خلال عدم اعتماده فقط على الشيعة، يمكن أن يؤدي إلى منح الحزب مقاعد إضافية قليلة، وبالتالي فإن هذا الأمر مشجع له.
 
ومع هذا الواقع، إلا أن الأشهر القليلة الماضية، شهدت ظهور قوى سياسية جديدة في لبنان مختلفة، فهي ليست مثل معسكر رئيس الوزراء سعد الحريري الذي يعارض التدخل السوري، وليست مثل معسكر حزب الله الذي يدعم سوريا وإيران.
 
بناء على ذلك، أكد الموقع الإسرائيلي، أن "النظام القديم في لبنان بدأ يتصدع لصالح نظام جديد، فهناك من يقول، إن التقسيم التاريخي للبنان إلى فصائل دينية، أو الاعتماد التقليدي على النخب السياسية، لم يعد مهما لهم".
 
وبالنسبة لهؤلاء، فإن "القضايا الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، بما في ذلك البطالة والفقر والتعليم وإزالة القمامة، هي أكثر أهمية وحيوية لحياتهم وسياساتهم"، وفق الموقع الذي لفت إلى أن "بعض المرشحين الجدد الذين يشكلون جزءا من هذا الاتجاه هم من الشيعة، وبالتالي يشكلون تهديدا لفرص حزب الله في النمو الانتخابي".
 
فعلى سبيل المثال، "يسود الإحباط محافظة بعلبك التي تعاني من الفقر المدقع وارتفاع معدل الجريمة، والاستياء تجاه حزب الله، وفي الانتخابات المحلية الأخيرة عام 2016 منحت بعلبك وبيروت 40 بالمئة من المقاعد المخصصة للشيعة إلى الأحزاب ذات الأجندة المدنية، على حساب حزب الله، وهذا "هو السبب الرئيسي أن حزب الله يريد أن يعيد تشكيل وتسمية نفسه، ولم تعد مجرد درع لبنان بل هي أيضا بانية في لبنان".
 
ونبه الموقع، أن "نصر الله نفسه يدرك المشكلة في بعلبك، وأصدر تعليماته بأن يستبدل الحزب اثنين من مرشحيه الأربعة هناك".

التعليقات (0)