ملفات وتقارير

8 أحداث غيرت بوصلة المعارضة عن رئاسيات مصر.. تعرف عليها

السيسي تخلّص من المرشحين الرئاسيين الجادين- جيتي
السيسي تخلّص من المرشحين الرئاسيين الجادين- جيتي

شهدت مصر عدة أحداث كانت سببا في سرقة اهتمام المصريين وتغيير بوصلة المعارضة عن ملف الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، الحدث الأهم والأكثر تأثيرا خلال الأعوام الأربعة القادمة.

 

تلك الأحداث تأتي إثر تخلص السيسي من المرشحين الرئاسيين الجادين، وتنوعت ما بين قرارات هامة ومواقف وشائعات صنعها النظام وبين تصريحات لشخصيات سياسية وإعلامية أثارت الجدل، وهي كالتالي: 

فراخ من جهة سيادية

وقبل عشرة أيام، انتشرت بشوارع القاهرة والمحافظات دواجن رخيصة الثمن أثارت مخاوف من عدم صلاحيتها، وبينما قالت وزارة التموين إن جهة سيادية استوردتها، تم تناول القضية بشكل موسع وصارت حديث المصريين والإعلام.

شائعة المصالحة

ونقلت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، عن مصادر بجماعة الإخوان المسلمين، قولها إن السيسي يتواصل مع قيادات الجماعة بالسجون؛ للإفراج عنهم مقابل ترك العمل السياسي.

وهو الخبر الذي أخذ حيزا من التغطيات الإعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم نفي الإخوان صحته، وتجاهل أجهزة النظام للحديث المثار.


الراقصة جوهرة


وألقت شرطة السياحة القبض علي الراقصة الروسية "جوهرة" يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، بتهمة التحريض على الفسق والفجور، ليتم الإفراج عنها بكفالة مالية، وتنتشر أخبار ترحيلها عن مصر، ثم نفي تلك الأخبار وتأكيد بقائها بالبلاد، وهو ما تبعه إقامة حفلة على شرفها، ثم منعها من الرقص بعيد الحب، لتصبح جوهرة الشغل الشاغل للمصريين والإعلام، والبرلمان الذي أعلن أحد نوابه "إيهاب غطاطي" أنه يعد تشريعا يتضمن ضوابط ومواصفات ملابس الراقصات.

عملية سيناء


وأعلن الجيش المصري، الجمعة، بدء عمليات عسكرية شاملة بشمال ووسط سيناء، استهدفت أماكن وجود عناصر "ولاية سيناء"، وهي العملية المستمرة حتى الآن، ونالت حيزا كبيرا من حديث المحللين والمعارضين للنظام.

ملفات عنان


وفجر الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، هشام جنينة، قنبلة مدوية الأحد الماضي، بقوله إن الفريق سامي عنان، يمتلك وثائق متعلقة بالأحداث عقب ثورة 25 يناير 2011، وتمس قيادات عسكرية بالبلاد.

حبس جنينة


وعلى إثر تلك التصريحات أوقفت قوات الأمن المستشار جنينة الثلاثاء، وقررت النيابة العسكرية حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، فيما صارت "ملفات عنان" و"حبس جنينة" الخبر الأهم بمصر.

منى العراقي

وخرجت الإعلامية منى العراقي، على الجمهور المصري بفضائية "المحور"، بوصلة سباب للرجل تخللها ألفاظ جنسية وخادشة للحياء، تم تداولها بشكل موسع ما تسبب بإيقاف برنامجها "انتباه"، وإحالتها للتحقيق.


رابط الأحداث

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، عزت النمر، أنه "إذا بحثنا عن رابط بين هذه الأحداث وغيرها فليس أمامنا إلا البحث عن مصلحة النظام من هذه الملفات المتنوعة والمتباعدة؛ ومن ثم ننظر إليها كرسائل للداخل والخارج يستخدمها النظام ويخاطب بها الغرب".

النمر، أضاف لـ"عربي21": "ومثال ذلك العملية العسكرية بسيناء إذ يقدم بها نظام السيسي نفسه للغرب كونه محاربا للإرهاب وحامي حمى إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: 14 منظمة دولية: انتخابات الرئاسة بمصر ليست حرة ولا نزيهة

وأوضح أن "خطاب الداخل متنوع، فمثلا إشاعة المصالحة مع الإخوان فيتوجه بهذه النميمة لمعارضة الداخل قبل أن تسعى للتواصل بالإخوان لتشكيل جبهة داخلية بعدما أطاح بها النظام، ووجدت المعارضة المدنية نفسها خارج حساب نظام غدر بها بعد وعدها بالمشاركة في الكعكة السياسية".

وأكد النمر، أن "ملفات عنان، فيها رسالة خشنة لمراكز القوى بالمشهد المصري بأن الخروج عن سرب التسبيح بحمد السيسي يعني القهر والسجن وربما الاغتيال، ويؤكد الانقلاب هذا مع اثنين أحدهما يمثل المؤسسة العسكرية بما لها من نفوذ (عنان) والآخر يمثل القضاء (جنينة)".

وأشار إلى أن "لغة خطاب النظام للشارع والعامة والدهماء تنقسم قسمين، الأولى على غرار المنحة يا ريس وذلك بشحنات الدجاج منتهية الصلاحية للتخفيف المؤقت من أثر الغلاء، ثم إشغال الشارع بقنابل دخان سخيفة ومثيرة كالمثلين القبيحين (الراقصة جوهرة ومنى العراقي)".

سخافات و"سفاسف"


وأكد المحلل السياسي، إبراهيم فايد، أنه "لكل حدث من تلك الأحداث تفاصيله الخاصة به، وقد يكون بعضها مفتعلا وكاذبا كالمصالحة مع الإخوان، وبعضها الآخر حقيقة وواقعا نعيشه كحلقة العراقي، وحبس جنينة".

فايد، قال لـ"عربي21": "إذا ما نظرنا للأمر بنظرة سياسية بحتة؛ لوجدنا بالفعل كل تلك الأحداث وقد تزاحمت بهذا التوقيت بالتحديد والذي كان من الأولى أن يكون الحديث فيه عن الانتخابات وضوابطها ومرشحيها وبرامجهم".

وتابع: "وأيضا الحديث عما يقدمه النظام بالمرحلة المقبلة، وضمانات المرشحين وعلاقاتهم بأجهزة الدولة، وعلاقة الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية بالمرشحين، وهل تقف على مسافة واحدة من الجميع أم لا".

وأوضح فايد: "كان من الأجدى أن تكون أمور الانتخابات محل حديث الرأي العام، ولكن يتضح أن هناك أطرافا ما تريد لفت أنظار الشعب وشغل خاطره بسخافات وسفاسف الأمور".

ممارسات رخيصة

وقال الناشط السياسي، محمد نبيل: "هي نفس الممارسات الرخيصة من النظام"، مصنفا إياها لفئتين (باستثناء واقعة بيع الفراخ)، وموضحا أنها أخبار متعلقة بالجنس أو فنانين، وأخبار سياسية تجذب اهتمام العاملين بالسياسة لكن بعيدا عن الانتخابات، الحدث الرئيسي".

 

اقرأ أيضا: أحزاب مؤيدة للسيسي تسعى لحشد 30 مليون ناخب.. كيف؟

نبيل، أكد لـ"عربي21"، أن النظام بصناعة هذه الأحداث نجح في تقليل الضغوط عليه بملف الانتخابات، مضيفا أنه بعملية سيناء ضرب بيها عصفورين بحجر واحد، حيث أوصل إحساسا للمصرين أنهم بحالة حرب ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وبنفس الوقت قدم أوراق اعتماده للخارج كونه محاربا للإرهاب وأخلى سيناء من أهلها.

التعليقات (0)