ملفات وتقارير

بعد إقصاء عنان.. دعوات لمقاطعة انتخابات الرئاسة بمصر

قالت القوات المسلحة إن عنان خالف القانون بترشحه - أرشيفية
قالت القوات المسلحة إن عنان خالف القانون بترشحه - أرشيفية

دعت قوى سياسية بالمعارضة المصرية إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة المقبلة ردا على ما وصفوه "بانقلاب" رئيس النظام، عبدالفتاح السيسي، على الانتخابات الرئاسية من خلال اعتقال الفريق سامي عنان، المرشح الرئاسي المحتمل، بعد توجيه اتهامات له بالتزوير في محاضر رسمية، وفقا لبيان صادر اليوم عن القيادة العامة للقوات المسلحة.

وفي بيان عاجل أذاعه التلفزيون المصري، اتهم البيان عنان، بالآتي أولا: إعلانه ترشحه للانتخابات الرئاسية دون الحصول على موافقة القوات المسلحة، أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له.

ثانيا: تضمين البيان الذي ألقاه بشأن ترشحه للرئاسة على ما يمثل تحريضًا صريحًا ضد القوات المسلحة بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب المصري.

ثالثًا: ارتكاب جريمة التزوير في المحررات الرسمية وبما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة على غير الحقيقة، الأمر الذي أدى إلى إدراجه في قاعدة بيانات الناخبين دون وجه حق.

اختطاف الدولة 

القيادي بالجماعة الإسلامية والرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، طارق الزمر، علق على بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، بالقول إن "البيان يُبين أن الجنرال (السيسي) قد رتب أوراقه جيدا داخل القوات المسلحة ليستمر هو وأنصاره في اختطاف الدولة المصرية".

وأضاف لـ"عربي21": "إذا كان الفريق عنان ومن قبله شفيق قد عبرا عن قناعات كامنة داخل القوات المسلحة، ومؤسسات الدولة المختطفة فإنهما عبرا أيضا عن حالة من السخط تجاه السياسات القائمة لا يمكن قمعها كما تقمع الحركات المدنية".

وأعرب عن اعتقاده "أن ما يجري على الساحة الانتخابية يفرض على الجميع إخلاءها للجنرال كي ينافس نفسه أو أحد كومبارساته ويكمل المهزلة بمفرده؛ فنحن أمام مسرحية قبيحة يربأ الشرفاء أن يكونوا أطرافا فيها"، مضيفا: "يبقى أن نؤكد على أن الشعب هو سيد الموقف وأن استدعاءه ليفصل في هذه المهزلة هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يعوّل عليه المخلصون".

انقلاب جديد


بدوره؛ وصف رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد، بيان القوات المسلحة "بالانقلاب على الانتخابات، وأشبه بانقلاب السيسي في تموز/ يوليو".

وقال في تصريحات لـ"عربي21": "على الشعب المصري أن يرد على أطماع السيسي في استعبادهم للأبد، وسحقه لأي معارض أو معارضة، بما يملكه من أدوات كبرلمان مزيف، وقضاء مسيس، ومجلس عسكري خانع، ومنظومة صهيونية تخطط له بإحكام كل خطواته لإتمام صفقة القرن".

وأضاف: "في اعتقادي المشهد مسرحية تراجيدية ينقصه عنصر كبير على المسرح؛ هو الشعب المصري الذي لم يقل كلمته حتى الآن، وإذا لم يتمكن 100 مليون مصري من مواجهة حكم السيسي، فهذا بداية لعصور طويلة من المعاناة والمجاعة والتشرذم والتناحر، فإما الثورة أو العصيان المدني".

تيارات داخل الجيش

وعلق رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري السابق، رضا فهمي، قائلا: "إن ما يحدث يعكس حالة التشنج والتوتر والارتباك لدى السيسي ونظامه؛ نتيجة لشعوره أن المنظومة العسكرية بدأت تدير ظهرها له، ولم تعد تلتف حوله كما كان في السابق، أو تأبه أو تكترث له".

مضيفا لـ"عربي21" أن المراقب للموقف بداية من ترشح العقيد قنصوه، والحكم عليه بالسجن، يلاحظ أن السيسي ظن أن لا أحد سوف يجرؤ على الخروج من المؤسسة العسكرية ليعلن ترشحه، فإذا به يفاجأ بإعلان ترشح الفريق أحمد شفيق، ومن بعده الفريق سامي عنان، وترشح هؤلاء يكشف أن هناك مكونات داخل المؤسسة تدعم ترشح عسكريين آخريين".

وتوقع "أن تكون الخطوة القادمة للسيسي هي الإطاحة بالفريق صدقي صبحي (وزير الدفاع)؛ لأنه مكمن الخطر الباقي، وأنه أخذ قرارا بالإطاحة بكل الأشخاص الذين يمثلون أي تهديد له، والسؤال هل ينجح السيسي في استكمال مخططه؟ أم سيتم وضع حد له (السيسي) هو ما ستكشفه الأيام المقبلة".

ورأى أن "خيارات المعارضة هي ضرورة إعادة تقييم وضعها، ووضع استراتيجية للمواجهة في ظل متغيرات ضخمة طرأت على الحالة المصرية في الآونة الأخيرة، تعتمد بالدرجة الأولى على محاولة تفريغ للوطن".

مقاطعة الانتخابات


من جهته؛ قال المرشح الرئاسي السابق، عبدالله الأشعل، لـ"عربي21": "أصبح واضحا جدا أن السيسي لا يريد أحدا أن يترشح من الذين قد يلتف حولهم الشعب المصري من داخل المؤسسة العسكرية كالفريق عنان، وقد سبق وأن هددوا الفريق شفيق وفق التسريبات الأخيرة".

موضحا أن "السيسي يريد أن يستمر في السلطة دون منافس، وأن يفرض رأيه على جميع الناس؛ ولذلك أنصح جميع القوى التي تغار على دستور ومستقبل مصر، والتي ترفض قبول الصوت الواحد، والحاكم الواحد، أن تعلن مقاطعة الانتخابات الرئاسية".

في السياق ذاته، دعت الجبهة الوطنية المصرية كل من وصفتهم بالمخلصين وكل القوى والرموز الوطنية للتوحد في مشروع مقاوم يبدأ حالا بمقاطعة شاملة لانتخابات الرئاسية التي وصفتها بـ"المسرحية العبثية، وصولا إلى العصيان المدني العام، ويستهدف أساسا إنقاذ مصر من هذا الحكم القاتل والخائن والمفرط في أرض الوطن وسيادته وثرواته".

وقالت في بيان لها الثلاثاء، وصل "عربي21" نسخة منه: "ها هو السيسي المنقلب ينفذ تهديده بمنع أي أحد من الاقتراب من مقعده المغتصب، وها هو يوجه رجاله في المؤسسة العسكرية لمنع الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق وزعيم حزب مصر العروبة من الترشح، بل واعتقاله وتقديمه للمحاكمة ليلحق بالعقيد أحمد قنصوة الذي سبقه إلى السجن ملتحقا بأكثر من 60 ألف مناهض للانقلاب".

وأعلنت الجبهة الوطنية المصرية رفضها لما وصفته بـ"الاستخدام المشين لأدوات المؤسسة العسكرية لمواجهة أي حراك سياسي، وإخلاء الساحة لهذا الخائن للاستمرار في إهانة مصر وخيانتها، وبيع أرضها، وتمرير صفقة القرن، والاستمرار في تشويه القوات المسلحة وتعميق الأزمة بينها وبين الشعب".

وأشارت الجبهة إلى أن "موقفها المبدئي تجاه ما يسمى انتخابات رئاسية واعتبارها مجرد مسرحية هزلية تستهدف إسباغ شرعية على نظام فاقد للشرعية منذ لحظة انقلابه في الثالث من تموز/ يوليو 2013 وحتى الآن، ومع ذلك احترمت رفاق الثورة الذين اتخذوا خيارا مغايرا بقبول المنافسة في انتخابات لا تتوفر لها أدنى الضمانات، ظنا أنها يمكن أن تسهم في فتح المجال العام ولو نسبيا".

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 24-01-2018 07:54 ص
بالفعل لو لدي المرشحين الباقين بعد عنان ذرة من عقل و شعور و إحساس فعليهم مغادرة و ترك هذة التمثيلية الخسيسة التي هي مجرد لعبة و فنكوش من فناكيش السيسي تتم وفق قواعد السيسي المنحطة و القذرة ليخدع بها بها العالم بمساعدة الأرجوزات و الدمي الذين سوف يستمرون بأوامر من السيسي شخصيا من امثال مرتضي منصور و غيره من الراقصين والراقصات .