سياسة دولية

BBC تنشر وثائق تكشف اهتمام لندن المبكر بمبارك وتقييمها له

بحسب الوثائق، كان التقييم البريطاني لمبارك أنه "كان مستقيما ولم يكن قابلا للإفساد في المنصب"- أرشيفية
بحسب الوثائق، كان التقييم البريطاني لمبارك أنه "كان مستقيما ولم يكن قابلا للإفساد في المنصب"- أرشيفية
واصلت "بي بي سي" نشر وثائق "سرية" حول الشأن المصري، قالت إنها حصلت عليها "حصريا بمقتضى قانون حرية المعلومات."

وكشفت وثائق جديدة نشرت الجمعة أن البريطانيين سعوا جاهدين للحفاظ على مكانة حسني مبارك كنائب للرئيس المصري حتى يتمكن من خلافة الرئيس أنور السادات "أملا في مساعدتهم على إبرام صفقات سلاح"، قائلة إنه رغم أنه ليس معنيا مباشرة بالمشتريات، إلا أن له تأثيرا هائلا على سلاح الجو المصري.

وبحسب الوثائق، كان التقييم البريطاني لمبارك أنه "كان مستقيما ولم يكن قابلا للإفساد في المنصب"، وأنه "تولى الرئاسة على مضض".

وقالت برقية "سرية وشخصية"، موجّهة إلى إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية إن "أحد أسباب محاولتنا إثارة ضجيج بشأن مبارك، نائب الرئيس، عندما يزور بريطانيا الشهر المقبل هو، كما تعلمون، أنه الخليفة الأكثر احتمالا للرئيس السادات في حالة حدوث أي شيء للأخير".

وطالبت البرقية بلفت انتباه المتحدثين الإعلاميين البريطانيين "كي لا يتحدثوا لوسائل الإعلام بحماس عن زيارة مبارك المرتقبة"، وذلك حتى لا يفهم السادات الأمور "خطأ بشكل كبير لو حدث هذا الشيء"، وأنه "لو شعر بأن (مبارك) يكتسب قاعدة قوة مستقلة، فربما يقرر تحجيمه".

وبحسب برقية أخرى؛ كان التقدير البريطاني أن علاقة مبارك بالجيش المصري باعتباره قائدا سابقا للقوات الجوية في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 كانت سببا رئيسيا في الاهتمام به.

ووصفت إحدى الوثائق مبارك عشية توليه الرئاسة بأنه "ليس عميق التفكير"، غير أنها قالت إن طريقته في الحكم "هي بحث كل النقاط وأخذ آراء الأغلبية".

وقالت إنه "أصاب في تحديد إحباطات المصريين البسطاء، ووعود السادات التي لم ينفذها، واللامساواة المتنامية بين الأغنياء والفقراء، والفساد في المواقع العليا، وظروف المعيشة المروعة في العشوائيات الحضرية في المدن"، لكنها نبهت إلى أنه "يفتقد رؤية السادات، ويظهر أنه ليس لديه مفهوم شامل لمصر التي يود أن يراها".

وبحسب تقرير أعدته السفارة البريطانية في القاهرة بعد 15 شهرا من توليه الرئاسة، فإن "أكبر إنجاز متفرد لمبارك هو التغيير العميق الذي أدخله على أسلوب الرئاسة، ومن ثم على المناخ السياسي في البلاد".

ويرى التقرير أن مبارك فشل في مكافحة الفساد الذي كان المصريون يشكون منه دائما، وأن "حملته ضد الفساد، خاصة محاكمة شقيق السادات، حظيت بموافقة عامة، لكن تأثيرها كان ضئيلا في تبديد الشك.. وهي (الحملة) تؤكد أن الأسماء الكبيرة لا تُمس."


 
التعليقات (0)