ملفات وتقارير

ما مدى قدرة الاحتلال على التعامل مع انتفاضة مستمرة؟

القدس
القدس

مع تواصل الانتفاضة الفلسطينية، وتصاعد التوتر مع قطاع غزة، تبرز تساؤلات عديدة حول قدرة الاحتلال الإسرائيلي على التعامل مع هذه الجبهات المشتعلة، في حين تبرز تصريحات مثيرة لبعض زعماء الاحتلال بشأن جهوزية جيش الاحتلال للحرب القادمة، التي يري فيها بعض الخبراء مادة للتنافس الإسرائيلي الداخلي.

هزيمة الجندي

وأكد النائب السابق عن حزب "الليكود" في "الكنيسيت" الإسرائيلي، موشيه فيجلين، أن "الجيش الإسرائيلي بالغ في الاعتماد على التكنولوجيا في مواجهة حركة حماس وأعداء إسرائيل"، منوها إلى أن هذه المبالغة ستؤدي إلى "هزيمة الجندي الإسرائيلي في الميدان أمام عقيدة حماس".

وأوضح خلال حديثه المباشر عبر صفحته على "فيسبوك"، الذي استعرض فيه التصعيد الأخير مع قطاع غزة، أنه "طالما اعتمد الجيش على الدبابات والطائرات والقبة الحديدية، سينتصر عليه الفلسطيني لأنه يعتمد على عقديته".

 

ورأى فيجلين الذي يؤمن بضرورة طرد الشعب الفلسطيني من أرضه المحتلة، أن "مواصلة إسرائيل بناء الأسوار والجدران والعوائق، بهدف الاحتماء خلفها؛ لن يفيد"، مؤكدا أن الفلسطينيين في قطاع غزة، "سيجدون الوسيلة لضرب إسرائيل بوسيلة جديدة".

 

من جانبه، أوضح الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن "إطلاق الصواريخ من غزة كل يوم أو يومين، يقوض مشاعر الأمن لدى الإسرائيليين، ويضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية، ووزير دفاعة للعمل بشكل أكثر حزما"، معتبرا أن "المسافة قصيرة حتى المواجهة القادمة".

 

دروس وعبر

 

وحول موجة الغضب الفلسطينية، رجح هرئيل أن "التظاهرات الفلسطينية الكبيرة احتجاجا على إعلان ترامب ستنتهي ببطء، دون أن تترك انطباعا كبيرا على المجتمع الدولي أو ترامب"، وفق قوله.

وكشف تقرير إسرائيلي رسمي صدر في أيلول/سبتمبر الماضي، أعدته لجنة الخارجية والأمن التابعة "للكنيست"، أن جيش الاحتلال "غير مستعد لخوض أي حرب قادمة كما ينبغي..".

وفي تعليقه على تصريحات النائب الإسرائيلي، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر: "تصريحات فيجلين لا أخذ بها كثيرا، فهو يريد أن ينشئ حزبا سياسيا جديد أكثر يمينية، وقد تأتي تصريحاته من باب المزايدات الداخلية الإسرائيلية".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ربما يريد أيضا تسجيل نقاط تتعلق بفشل الحكومة والجيش الإسرائيلي في مواجهة الفلسطينيين وحركات المقاومة، في محاولة منه لتحشيد جمهور إسرائيلي أكثر يمينية".

ونبه أبو عامر إلى أنه "ليس بالضرورة ما صرح به أن يكون له علاقة بالواقع على الأرض، فالإسرائيليون يستعدون جيدا لمقاتلة الفلسطينيين بصورة أكثر تطورا من الحروب الثلاثة الماضية على قطاع غزة، حيث استفاد الكثير من الدروس والعبر خلال تلك المواجهات السابقة".

الميدان والتطورات


ورأى أن "الاستعدادات الإسرائيلية لأي مواجهة قادمة عبر المناورات والتدريبات العسكرية المكثفة، لا يعني بالضرورة أننا ذاهبون إليها؛ فهم ليسوا في عجلة من أمرهم في الدخول في مواجهة عسكرية".
ولفت الخبير في الشأن الإسرائيلي، إلى أن "الإسرائيليين يعتقدون أن المواجهة القادمة ليست في هذه المرحلة، في ظل تحقق ما يسعون إليه من نتائج سياسية وحقائق على الأرض بعد القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس، إضافة للتقارب الإسرائيلي العربي خلال الأشهر الأخيرة".


وأكد أن التقديرات الإسرائيلية، "تشير إلى أن اندلاع مثل هذه المواجهة، قد تعكر من صفو الأجواء السياسية الحالية، فضلا عن شروعهم في الجدار حول غزة لمحاربة الأنفاق، الذي حقق لهم إنجازات عسكرية وأمنية كبيرة".

وحول قدرة الاحتلال على التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية، نوه أبو عامر إلى أن "التقديرات الإسرائيلية بشأن تصاعد واستمرار الانتفاضة الحاصلة متباينة؛ فهناك من يرى أنها لن تستمر سوى أيام قليلة، ويصبح موضوع القدس كأنه أمر واقع ينتهي الأمر".

تفوق المقاوم


وأضاف: "وهناك تقديرات تشير لإمكانية اندلاع انتفاضة كالتي اندلعت في أكتوبر 2015، عبر عمليات فردية ينفذها فلسطينيون، وقد تتواصل وتستمر لأشهر قادمة"، لافتا إلى أن "لدى الاحتلال تقديرا، أنه طالما أنه لا يوجد قرار فلسطيني رسمي من قبل السلطة بالذهاب لمواجهة كبيرة، يمكن استيعاب موجة الغضب الفلسطيني".


وبناء على هذه المعطيات، "لا يوجد لدى الاحتلال معطى دقيق وواضح حول وجهة الأوضاع الفلسطينية في المستقبل، لأن الميدان قد يفرض تطورات سياسية غير متوقعة".

من جانبه، لفت الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، إلى أن "الكثير من جنود الاحتلال يرفضون الالتحاق بسلاح المشاة خشية الموت، في حين يصرون على الالتحاق بسلاح المدرعات والبحرية والطيران".

ورأى في حديثه لـ"عربي21"، على أن ما صدر عن فيجلين، هو "دليل خوف ورعب من المقاومة الفلسطينية"، مضيفا: "حينما يؤكد أن التكنولوجيا التي يعتمد عليها جيش الاحتلال كثيرا وحدها لا تكفي، ففي ذلك إشارة مهمة إلى العقيدة التي يعتمد عليها في بناء الإنسان الفلسطيني القادر على هزيمة التكنولوجيا ومن يعتمد عليها".

وحول انعكاس وتأثير هذه التصريحات على أي مواجهة متوقعة قادمة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، نوه الكاتب إلى أن "المواجهات السابقة مع قوات الاحتلال، أثبتت تفوق المقاوم الفلسطيني، حيث تمكن في بعض الأحيان من السيطرة على المواقع التي كان يتحصن فيها الجندي الإسرائيلي".

أربكت الاحتلال


كما توقع أبو شمالة، أن "المواجهة القادمة بين المقاومة في غزة وقوات الاحتلال، ستشهد مفاجآت كثيرة على صعيد الإنسان العقدي، المؤسس على طلب الشهادة بمقدار ما يطلب الجندي الإسرائيلي الحياة"، مؤكدا أن "هذه المفاجآت المتوقعة؛ هي التي تجبر الجيش الإسرائيلي على التروي، والتأني، وعدم الاستعجال في شنه عدوانا جديدا على قطاع غزة، لأنه يخشى من مفاجآت المقاومة".

وتمكن مقاتلون من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، بتاريخ 28 تموز/يوليو 2014، من اقتحام الموقع العسكري الإسرائيلي موقع "ناحل عوز"، حيث تجول عناصر المقاومة في الموقع، وتمكنوا من قتل العديد من الجنود الإسرائيليين.

وفي الحرب ذاتها، نجح عناصر من الكوماندوز البحري التابعة لـ"كتائب القسام ، من اقتحام قاعدة "زيكيم" العسكرية، التي إلى الشمال من قطاع غزة على شواطئ عسقلان عبر طريق البحر.

وبحسب مراقبين، أكدوا أن هذه العمليات وغيرها ممن وقعت خلال الحرب، أربكت قادة الاحتلال وأثبتت ضعف الجندي الإسرائيلي، أمام براعة القتال التي يظهرها المقاتل الفلسطيني في أصعب الظروف.

كما عملت وتعمل "إسرائيل" على تطوير العديد من الوسائل التكنلوجية التي تعمل على وفي الأرض، وفي السماء والبحر أيضا، من أجل تفادي أي مفاجأة عسكرية قد تتعرض لها قوات الاحتلال، وخاصة أن "القسام" ما زال يحتفظ في سجونه السرية بالعديد من الجنود الإسرائيليين الأسرى الذين لا يعرف أحد مصيرهم حتى الآن ولا حتى عددهم الحقيقي.

التعليقات (1)
الجواب
الإثنين، 18-12-2017 10:46 ص
هو الفرق بين أعمى يرمي بحجارة وبين السجان،وهو الفرق بين صاروخ بقيادة عمياء وبين طائرة ودبابات وقنابل عنقودية،هوالفرق بين أناس سيصبحون مقعدين وعوران وأيتام وبين من سيطالبون بتعويض على أن فرقعة الصاروخ البعيد عن منزله بتعويضات،وهو الفرق بين أن يصمت المقاوم وينتظر فرصة أخرى إذا لديه عقل وبين أن تستمر السلطة بالعبث.