صحافة دولية

هل تكون إدلب الخطوة التالية للنظام السوري عسكريا؟

تنظيم الدولة دخل مناطق تحت سيطرة فتح الشام- أرشيفية
تنظيم الدولة دخل مناطق تحت سيطرة فتح الشام- أرشيفية

نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا عرضت فيه أهم التوقعات بشأن الأوضاع الأمنية في محافظة إدلب بعد هزيمة تنظيم الدولة، في حين تتداول أنباء جديدة عن وقوع اشتباكات بين تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة الذي فقد جميع أراضيه في العراق وسوريا، وأهم معاقله في دير الزور والبوكمال، هرب المئات من عناصره إلى محافظة إدلب وحماة، التي تعد مناطق تابعة لجبهة فتح الشام (النصرة سابقا).
 
ووصفت الصحيفة إدلب بأنها "تعد أصل النزاع"، وعزت ذلك إلى الموقع الجغرافي الذي تحظى به، فهي تقع بين محافظتي حلب وحماة ومتاخمة للحدود التركية.

 

ومؤخرا، عرفت محافظة إدلب نوعا من الاستقرار النسبي، لأنها تابعة لمناطق خفض التصعيد، وفق ما نصت عليه اتفاقية أستانا.
 
ونوهت الصحيفة إلى أن قوات تنظيم الدولة لاذت بالفرار إلى الصحراء، إلا أنه توجد بعض العناصر التي توجهت إلى محافظتي حماة وحمص، وفي الأسابيع المارضية، تمكنت من خرق حدود مدينة إدلب وأحرزت تقدما في المناطق المجاورة لها.
 
وأوضحت الصحيفة أن التوتر قد تفاقم بين جبهة النصرة وجبهة فتح الشام، خاصة أن محافظة إدلب خارجة عن سيطرة النظام، وهي تعد بؤرة للصراع بين مختلف الأطراف، ما فتح المجال لتنظيم الدولة لفرض سيطرته عليها.
 
وذكرت الصحيفة أنه وفقا لبعض المصادر التابعة لوزارة الدفاع السورية، فإن الظهور المفاجئ للرايات السوداء في المنطقة سيؤدي حتما إلى اندلاع حرب ما سيعمق الأزمة في سوريا.

 

إلى جانب ذلك، توجد قوات جند الأقصى التي تنشط في محافظتي إدلب وحماة، التي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن انضمامها لجبهة تحرير الشام لتنشق عنها وتنضم للمليشيات التي كانت تابعة لتنظيم الدولة.

 
وأضافت الصحيفة أن المنطقة شهدت مؤخرا اشتباكات بين قوات جبهة النصرة وتنظيم الدولة، الذي يسعى لكسب موطئ قدم له في إدلب. ومن جهتها، قامت جبهة النصرة بشن هجوم على تنظيم الدولة لطرده من المنطقة، ولا يزال الوضع متوترا جدا إلى حد الآن.  
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تكون إدلب الخطوة التالية في مخططات جيش النظام السوري على ضوء ما تشهده المحافظة من توترات ونزاعات بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة.

 

وفي ظل هذه الأوضاع، يبدو أن النظام السوري هو المستفيد الوحيد من حالة النزاع التي تطغى على العلاقة بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة.

 

ويمكن لهذا التوتر أن يساعد النظام في دمشق على بسط سيطرته على جزء كبير من الأراضي، وعدد من رجاله المجبرين على العمل لصالح تنظيم الدولة. بالتالي، يتعين على قوات الأسد أن تضع خطة لاسترجاع محافظة إدلب.
 
ونوّهت الصحيفة إلى أن الاشتباكات وحالة الصراع بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة، فضلا عن انشقاق جند الأقصى عن جبهة تحرير الشام، سيخلق ضعفا وتصدعا داخل صفوفهم.

 

وبناء على هذا المعطى، من الممكن أن يساهم تشتت قوى هذه الأطراف في استعادة قوات بشار الأسد وحلفائها لمحافظة إدلب.
 
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن محافظة إدلب ستشهد في الفترة القادمة نزاعات واشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة ومن المتوقع أن تتخذ قوات الأسد وحلفاؤها من هذا الصراع ثغرة لاسترجاع المحافظة وإعادة فرض سيطرتها على المنطقة. 

التعليقات (0)