صحافة دولية

فيسك: لهذا تعد منظمة المؤتمر الإسلامي عاجزة ولا قيمة لها

فيسك: لم تعد منظمة التعاون الإسلامي قوة ذات تأثير على الساحة العالمية- أ ف ب
فيسك: لم تعد منظمة التعاون الإسلامي قوة ذات تأثير على الساحة العالمية- أ ف ب

نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب روبرت فيسك، يعلق فيه على اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في إسطنبول؛ لمناقشة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس.

 

ويقول فيسك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "المنظمة لم تعد قوة لها اعتبار في العالم، فقادة الدول الإسلامية يمثلون دولا فاشلة، وليست لديهم أخلاق أو شجاعة ليظهروا حضورا في قمة إسطنبول".

 

ويضيف الكاتب: "لو وجد شيء يتفوق على الرداءة والصبيانية لقرار ترامب الجانح حول القدس فإنه رد الدول الإسلامية، الذي جاء هذا الأسبوع من إسطنبول، حيث اجتمع الكبار والعجزة الذين استمعنا لهم طوال السنوات الطويلة، خاصة الرجل الذي مضت أيامه والرئيس عديم الفائدة محمود عباس".

 

ويتابع فيسك قائلا: "كان من المفترض أن يحضر القمة 57 رئيس دولة من منظمة التعاون الإسلامي، لكن بعضهم عاجز ومريض جدا، مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أو مشغول جدا بالصراخ والشتم على إخوانه العرب، وآخرون مشغولون بقصف اليمن، وطالبوا العالم بدعم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وبهذه الوتيرة فلن تكون هناك دولة، فكانت القمة مجرد هراء لمنظمة غيرت اسمها مرتين، ولا تقدم أي أمل أو مبادرة ولا عدالة ولا مستقبلا لشعوبها من المجموعة المستبدة التي تحكمها". 

 

ويشير الكاتب إلى أنه "بسبب الفشل الأمريكي في الشرق الأوسط فإن بعض هؤلاء وجدوا أن الأمم المتحدة ربما أدت دور الوسيط من جديد في المنطقة". 

 

ويسخر فيسك قائلا إن "حمار الأمم المتحدة لم يقدم إلا صوت حذوات الحصان للقدس والضفة الغربية ومناطق أخرى لا تحصى (ولبنان منها بالطبع) لدرجة أنك لا تشعر بوجودها". 

 

ويستبعد الكاتب أن يكون للقادة أي نوع من الشجاعة أو شجاعة المبدأ، "فلو أخرجت الولايات المتحدة نفسها من العملية السلمية، وهو ما فعلته، فلا أعتقد أن يقفل عباس هاتفه لو اتصل به البيت الأبيض، وعلى هؤلاء الحكام إن أرادوا مواجهة أمريكا أن يفكروا بقطع العلاقات الدبلوماسية أو مقاطعتها، وفرض حظر تصدير النفط، ولو بشكل مؤقت، وهو ما فعلوه ذات مرة".

 

ويعلق فيسك قائلا: "لن يحدث هذا، فالسعوديون الذين يقصفون اليمن ويقاطعون قطر لا الولايات المتحدة، وينتظر الإيرانيون أي تحرك سعودي في لبنان للرد، ومن المفارقة أن الرئيس اللبناني هو الذي تحدث عن نظريات المؤامرة والصمت والعقم ومخاطر التطهير العرقي، وهو ليس فيلسوفا لكنه جنرال سابق، إلا أنه قال الحق، وكان الخطاب الجدي الوحيد في إسطنبول، وربما كان من الحكمة لو قام عباس بمواجهة قرار ترامب في المحكمة الدولية، إلا أن القيادة الفلسطينية غير ملهمة، ولا يمكن أن تقوم بهذا الأمر". 

 

ويجد الكاتب أن "هذه هي المشكلة، فلو كانت تواجه رئيسا أمريكيا منحرفا فأنت بحاجة إلى شباب ومحامين ومفاوضين ودبلوماسيين ذوي خبرة للدفاع عن سكان الشرق الأوسط، ولدينا قرارات صادرة عن الأمم المتحدة، التي يمكن تطبيقها على القدس والضفة الغربية، لكن لم نسمع بها، وعلى ما يبدو فإن اللامبالاة وعدم الاهتمام هما ما يقود هؤلاء الحكام، وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الولايات المتحدة لن تكون وسيطا نزيها للسلام، لكن كلامه ليس مهما، خاصة أنه ليس عربيا ولا علاقة له بالسلام، وحول بلاده إلى دولة شبه ديكتاتورية".

 

ويؤكد فيسك أن "هؤلاء القادة لا شرعية لهم، ولا يمثلون أي شخص، وربما نظروا نحو موسكو في الأسابيع المقبلة، لكن شرعيتهم تشبه شرعية القيصر الروسي أو الإمبراطورية النمساوية الهنغارية، وهم يمثلون دولا فاشلة، مع انعدام الأخلاق أو الشجاعة لديهم، ويجب أن يتحدثوا نيابة عن العالم الإسلامي، ويعتقدون أنهم يمثلون المسلمين، وهم يشكلون أكبر تجمع دولي بعد الأمم المتحدة". 

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "ربما كان على المنطقة النظر إلى الأكاديميين الخبراء في الشرق الأوسط وأساتذة القانون والتاريخ لا أشباه السلفيين في الخليج، وربما كان الأساتذة والمحسنون هم الذين يستطيعون مواجهة هذا المأزق البشع، ويناقشونه في جامعاتهم، لكن هناك مشكلة أنهم لا يملكون القوة، فلم تعد هناك شخصيات موجودة مثل إدوارد سعيد، وكم نحن نفتقده اليوم ليقوم بمواجهة خداع واشنطن بلغته القاسية، فلم يبق أمامنا سوى المأساة".

التعليقات (0)