القدس

قيادات إسلامية ومسيحية: خطوة "معتوه" أمريكا ستشعل المنطقة

أثار القرار الأمريكي ردود فعل غاضبة- أ ف ب
أثار القرار الأمريكي ردود فعل غاضبة- أ ف ب

حذرت قيادات إسلامية ومسيحية فلسطينية بارزة، من التداعيات الخطيرة المرتبطة بنية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس.
 
إشعال حرب دينية


وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الشيخ يوسف ادعيس، شدد على أن مدينة القدس المحتلة، هي "خط أحمر بالنسبة لنا كفلسطينيين ومسلمين وعرب"، مؤكدا أنها "عاصمة دولة فلسطين بقرار رباني".

وأكد الوزير في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "المساس بمدينة القدس، سيكون نذيرا بإشعال حرب دينية في المنطقة ككل، وسيؤدي إلى خطر كبير".

وأضاف الشيخ ادعيس: "على العالم أجمع أن يتحمل مسؤولياته، ويضع حدا لكل هذه المهاترات، في الوقت الذي نصت كافة القرارات الدولية على أن القدس هي مدينة محتلة؛ وعليه لا يجوز إحداث أي تغيير بخصوصها"، لافتا إلى أن "الموقف الأمريكي منحاز بشكل كبير وكامل للاحتلال الإسرائيلي".

وخلال اتصال هاتفي، أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نيته نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة، وهو ما حصل في اتصال آخر مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

اقرأ أيضا: تأهب إسرائيلي قبيل إعلان ترامب.. وثلاثي يرعب إسرائيل من هم؟
 
وانطلقت دعوات فلسطينية وعربية للنفير العام غدا الأربعاء، نصرة لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، رفضا لأي خطوة أمريكية أو إسرائيلية من شأنها أن تمس الحقوق الفلسطينية.
 
بدوره، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين الدكتور مروان أبو راس، أن "هناك مخاطر كبيرة تتهدد المنطقة بسبب هذه الخطوة الأمريكية، والتي ستعجل زوال دولة الاحتلال المزعومة".

زوال دولة الاحتلال


وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "القدس تتعرض لمؤامرة كبيرة شاركت فيها العديد من زعامات الدول العربية، الذين لا يقولون، لا للزعيم الأوحد في العالم، ترامب في هذه المرحلة".

ولفت أبو راس الذي يرأس أيضا رابطة علماء فلسطين، إلى أن "القرار في هذه المرحلة، ليس قرار الزعامات والحكام والأمراء والملوك العرب، وإنما سيكون قرار الشعوب"، مضيفا: "لذلك عروش كثيرة ستكون في مرمى نيران الشعوب العربية، التي ستقصف بجام غضبها هؤلاء الحكام المتآمرين على أقدس منطقة بعد الحرمين".

وأضاف: "الشعوب في حال قررت أن تفعل ستفعل، وفعلها سيؤدي إلى نتائج كبيرة، ولكنها الآن صامتة، والحكام منبطحون بشكل كامل، ومتآمرون على القدس والمسجد الأقصى"، مؤكدا أن "التصدي لأمريكا واجب شرعي، كما يقع على العلماء واجب كبير في التوضيح للحكام والرؤساء؛ أنهم مقصرون ومتآمرون".

ونوه رئيس الاتحاد في فلسطين، إلى أن "معتوه أمريكا ترامب، يريد أن يشعل المنطقة من جديد بهذه الخطوة المجنونة، والتي لا يبالي بنتائجها المدمرة"، مؤكدا أن "نتائجها ستكون خسارته (ترامب) لحلفائه في المنطقة، وفي مقدمتهم تلك الدولة اللقيطة التي يدعمها، دولة الاحتلال".

اقرأ أيضا: مظاهرات الأربعاء.. الفصائل الفلسطينية تؤكد: القدس خطر أحمر

من جانبه، رفض بشدة سيادة المطران عطا الله حنا، وهو قيادي فلسطيني بارز يقيم في مدينة القدس المحتلة "جملة وتفصيلا القرار الأمريكي الاستفزازي، الذي لن يغير من الواقع شيء في مدينة القدس، حاضنة أهم المقدسات الإسلامية والمسيحية".

"لن يمر"


وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الخطوة الأمريكية تبرز لنا جميعا، بأن واشنطن منحازة بشكل كلي للاحتلال في عدوانه وتطاوله ومخططاته العنصرية بحق الشعب الفلسطيني"، مستنكرا "القرار الأمريكي اللاإنساني واللاحضاري، والذي يتنافى مع الجهود التي تدعي أمريكا أنها تبذلها من أجل السلام".

وأكد حنا، أن "هذه الخطوة هي صفعة لشعبنا وأمتنا العربية ولكل أصدقاء فلسطين المنتشرين في سائر أنحاء العالم"، مشددا على أن مثل هذه الإجراءات "لن تزيدنا إلا ثباتا وصمودا وتمسكا بانتمائنا لمدينة القدس ودفاعنا عن مقدساتها وأوقافها المسيحية والإسلامية".

اقرأ أيضا: ترامب يبلغ العرب نيته الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"

وحول المطلوب عربيا ودوليا لمواجهة الخطوات الأمريكية، قال: "أعتقد أن كل الأزمات والأوضاع الملتهبة الموجودة في منطقتنا العربية، هو مشروع أمريكي إسرائيلي بامتياز؛ هدفه تدمير المشرق العربي وتفكيك المجتمعات العربية".

وأضاف المطران الفلسطيني: "هؤلاء الذين خططوا لتكون الحالة العربية حالة ضعف وترهل وخلل وانقسامات وفتن..، وذلك كي يتسنى للاحتلال ولمن يؤيدونه تمرير مشاريعهم"، مضيفا: "ما يحدث من استهداف لمدينة القدس، هو ثمرة من ثمار هذا التآمر الإسرائيلي الأمريكي على الأمة والأقطار العربية".

ورغم هذا الواقع الأليم، لكن الأب حنا، شدد على أن "هذا المخطط لن يمر، ولن نستسلم لهذه الممارسات والقرارات؛ لأن القدس مدينتا وعاصمتنا وحاضنة مقدستنا"، معبرا عن أمله "أن يصحو العرب من كبوتهم، وأن تكون بواصلتهم موحدة نحو القدس".

وتابع: "أمريكا استغلت هذه الحالة العربية كي تمرر هذا الموضوع، لكن عليهم أن يعلموا، أن في فلسطين شعب مناضل متمسك بحقوقه وثوابته وقضيته، ولن يتمكن أحد من النيل من قدسنا ومقدساتنا وعزيمتنا وقضيتنا".

اقرأ أيضا: ملك المغرب يراسل ترامب "منبها" ويتصل بأبومازن متضامنا

وأبلغ ترامب القادة الإسرائيليين والعرب مساء الثلاثاء، أنه يعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أن ترامب أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، فيما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن ترامب أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالقرار خلال اتصال هاتفي.

وأثار القرار الأمريكي غضبا وردود فعل غاضبة على مستوى العالم، إذ عبر العديد من قادة الدول عن رفضهم للقرار، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية، عزمها المشاركة في المظاهرات الحاشدة التي ستخرج يوم الأربعاء القادم نصرة لمدينة القدس المحتلة، ورفضا للمخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدفها.

التعليقات (1)
كاظم أنور دنون
الأربعاء، 06-12-2017 09:50 ص
لم أسمع كلب من الزعماء العرب يقول " أنا رافض لقرار ترمب" أو " القرار خاطيء وتتحمل واشنطن توابعه" أو " القدس عاصمة قلسطين" أو رجال الدين المنافقين لم أسمعهم يقولون أن " القدس ثالث الحرمين وهو وقف للمسلمين" ، وكل ما جرى هو التحذير ( طبعا التحذير للصهاينة والأمريكان وليس للمسلمين والفلسطينين) من أي تصرف قد يهدد سلامة الصهاينة أو الأمريكان. لا يعتقد جاهل أو غافل أن ترمب إتصل بعملائه بالمنطقة كعبدالله بن حسين والسيسي وسلمان وعباس قبل إصدار القرار ليشاورهم أو ليطلعهم على المستجدات، إنما فعل ذلك لإبلاغ هؤلاء الخونة الماسونيين ما يجب عليهم فعله من جانبهم لإجهاض أي تحرك معاكس. ما يفعله ترمب لن يغير على الأرض شيء بالنسبة للشعب الفلسطيني، وبالنسبة للشعوب العربية والأسلامية، فالواقع حاله يقول أن الصهاينة يحتلون كل فلسطين بما فيها القدس، وأن الدول العربية المجاورة تمارس القمع والعبودية على الشعب الفلسطيني ( شيطنة الشعب الفلسطيني) إرضاء للصهاينة وعلى شعوبهم أيضا متى تعلق الأمر بسلامة وحماية الصهاينة....... لم يتغير شيء فالثور الأمريكي لم يكن يوما لجانب الحق، والتغيير قادم بوعد من الله، وعندها سيكون يوم النحر العالمي للنعاج للصهاينة وأطفالهم ونسائهم وللزعماء العرب وكلابهم أيضا.