ملفات وتقارير

لماذا لا يستبق الأمن المصري المسلحين بدل الثأر منهم؟

مصدار أمنية حملت هشام عشماوي الضابط السابق بسلاح الصاعقة الهجوم- أ ف ب
مصدار أمنية حملت هشام عشماوي الضابط السابق بسلاح الصاعقة الهجوم- أ ف ب

"الجيش المصري يثأر لدماء جنوده ضحايا معركة نقطة العريش، الجيش المصري يثأر لدماء جنوده ضحايا معركة الفرافرة، الجيش المصري ينفذ عمليات جوية على معاقل الإرهابيين ردا على هجماتهم المتكررة".

 

هذه أبرز العناوين التي تقرأ دوريا بعد كل حادث يسقط فيه عشرات القتلى من جنود وضباط الجيش والشرطة المصرية ، وآخرها ما فعله الجيش المصري اليوم "وفقا لرواية المتحدث العسكري المصري بتنفيذ هجمات على معاقل الإرهابيين في الصحراء الغربية".

 

هجمات الجيش جاءت بعد حادث الواحات التي قتل فيها 58 فردا من الشرطة المصرية وفق روايات إعلامية دولية، أو 14 فردا وفق الرواية الرسمية لوزارة الداخلية المصرية".

 

وهو ما دفع للتساؤل : لماذا لا يستبق الجهاز الأمني المصري الهجوم على معاقل المسلحين، بدلا من الانتظار لما بعد هجومهم وقتلهم للعشرات من الجنود والضباط ؟.

 

العميد محمود قطري الخبير الأمني، قال إن جهاز الأمن المصري ربما حاول امتصاص الغضب، بإعلانه عن الهجوم على بؤر إرهابية بالصحراء الغربية، وخاصة بعد حادث الواحات أول أمس.

وأكد قطري في تصريح لـ"عربي21" إن عدم ظهور أي صور أو معلومات عن الهجمات التي يعلنها الجهاز الأمني في مصر، تدعو إلى الشك حول حقيقتها، لكن مع ذلك فنحن نعتبر الرواية الرسمية مصدقة لأننا لا نملك تكذيبا لها.

ولفت قطري إلى أن هناك تعتيم من الإعلام الرسمي المصري على العمليات "الإرهابية" لا سيما التي تحدث في سيناء، وهو أمر غير مفهوم، لأن العنصر الإعلامي مهم جدا مع هذه الأحداث، مستشهدا بما حدث أمس من تلكؤ في الحديث عن عملية الواحات دون صدور أي توجيه إعلامي، حتى صدر بيان وزارة الداخلية، ما أدى إلى تضارب في الروايات التي تتحدث عن عدد القتلى .

وأرجع قطري التأخر في التعامل الإعلامي مع القضية إلى شيئين محتملين هما "الإهمال أو سبب آخر لم يسمه".

اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق أكد أن عملية الواحات "كانت بالطبع ضربة استباقية لمعسكر إرهابي وردت معلومات بشأنه، ولولا ما حدث لكان تم القضاء على هذه البؤرة الإرهابية" .

وقال لاشين في تصريح لـ"عربي21" إنه لابد للقوات الأمنية من الثأر لضحاياها وهو ما فعلته بعد حادث الواحات، لكن المسلحين استخدموا أسلحة خلال هجومهم لا تستخدم إلا في الحروب، مما يشير إلى أن هناك دعم دولي بالمال، ودعم لوجيستي من دول مثل قطر وتركيا وإيران لهذه الجماعات المسلحة" على حد تعبيره.

وعن السؤال حول عدد القتلى وكيف يكون عدد الجنود أقل من عدد الضباط في الفرقة التي خرجت في الواحات، وخاصة بعد إعلان الداخلية بأن القتلى 11 ضابطا و4 جنود، أوضح لاشين " مثل هذه العمليات لا تحتاج جنود بل تحتاج إلى ضباط مدربين تدريبا خاصا للتعامل مع مثل هذه الأحدث" .

وأشار لاشين إلى أن حادث الواحات يحمل "بصمات ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي، الذي أسس جماعة "المرابطين"، لافتا إلى أن المعلومات التي وردت للأمن المصري كانت بأن هناك معسكر في هذه المنطقة يهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخل الدولة المصرية، وكان لابد من القضاء عليه لولا المعلومات المضللة للقوات المسؤولة".

وبسؤال لاشين عن عدم محاسبة المقصرين أو إظهار نتائج التحقيقات للرأي العام بعد كل حادث بيّن أن التعامل مع مثل هذه الأحداث "له حساسية شديدة، فربما يؤدي إظهار المعلومات إلى تأثير سلبي على معنويات وروح الجنود" .

وأشار إلى أن مصر "مستهدفة دوليا، وخاصة بعد القضاء على الأنفاق في سيناء، والمصالحة الفلسطينية، مما ضيّق الأماكن على الجماعات الإرهابية، ومن يمولها ويدعمها".  

 

اقرا أيضا : تنسيق مصري-ليبي لتصفية متهم مسؤول عن هجوم الواحات

 

ونشر  المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر الرفاعي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" عددا من الصور قال إنها لعملية عسكرية نفذتها القوات الجوية المصرية بالصحراء الغربية ضد " 8 سيارات دفع رباعى محملة بالأسلحة والذخائر المهربة عبر الحدود" .

 

وبحسب المتحدث العسكرى فإن هذه العمليات تأتي "تزامناً مع أعمال التمشيط والمداهمة للدروب والمناطق الجبلية لتتبع العناصر الإرهابية المنفذة للهجوم الإرهابى بمنطقة الواحات".

وأوضح أنه "إستمراراً للجهود المبذولة لتأمين حدود الدولة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية ، أحبطت القوات الجوية محاولة جديدة لإختراق الحدود الغربية".

وأكد أن العملية "أسفرت عن تدمير (8) سيارات دفع رباعى محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الإنفجار، والقضاء على العناصر الإرهابية الموجودة بداخلها".

وأضاف "يأتى ذلك مع إستمرار قيام القوات الجوية وعناصر حرس الحدود فى تنفيذ مهامهما بكل عزيمة وإصرار لتأمين حدود الدولة ومنع أى محاولة للتسلل أو إختراق الحدود على كافة الإتجاهات الإستراتيجية".

 

إلى ذلك أفادت وسائل إعلام مصرية، نقلا عن مصادر أمنية بأن قائد هجوم الواحات الذي استهدف عناصر الشرطة المصرية، هو ضابط الصاعقة السابق، هشام عشماوي، مؤكده أنه قاد بنفسه عملية الإعداد للهجوم.


وكشفت مصادر أمنية مصرية، عن وجود تنسيق مع السلطات الليبية، لاعتقال قائد ھجوم الواحات ھشام عشماوي ضابط سلاح الصاعقة السابق المفصول. 

وأفاد المسؤول الأمني بأن اتصالات أمنية على مستوى عال تمت خلال الساعات الماضية مع جھات ليبية لاعتقال عشماوي أو تصفيته جسديا بعد تحديد مكانه.

وفي الحصيلة الرسمية التي أعلنتها الداخلية قالت إن 11 ضابطا و 4 مجندين ورقيب شرطة قتلوا في الاشتباكات لكن مصادر إعلامية ووكالات أنباء قالت إن عدد القتلى وصل إلى 58 قتيلا وعدد آخر من المصابين.




 

التعليقات (1)
مصري جدا
الإثنين، 23-10-2017 11:22 م
المشكلة ليست في الامن المصري فقط بل في مصر بالكامل رئاسة وشعبا، حكومة ومعارضة ، مؤسسات وافراد احزاب وجماعات ، وآصل المشكلة هو تدني الكفاءات في كل المجالات لان مؤسسات ومراكز التدريب والتكوين والتنشئة من الاسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة والجامعة والاعلام مؤسسات متواضعة غير مهنية لا تعتمد الاتقان والجودة لكن تعتمد النمط المصري المتفرد عالميا وهو البكش والفهلوة والاونطة طبعا هذه مصطلحات مصرية اصيلة لا يعرفها غيرهم ،، لذا لا اداء جيد في اي مكان حتى في علاقة المصريين مع ربهم ، يقال انه شعب متدين بطبعه ومع ذلك لا اثر لهذا التدين في حياتهم العملية المليئة بكل المفاسد والموبقات ، نحن بحاجة لبناء جيل جديد نظيف نقي يعمل وفق معايير الحياة الراقية معايير الاجادة والاتقان لا الفهلوة والنصب وقلة الضمير ،، من هنا تجد الاداء كل الاداء متدني من رآس الدولة الى قدم الشعب ، فلا امن وقائي ولا علاج وقائي ولا تخطيط مسبق لاي شئ ،، تصور ان المشروعات العملاقة التي قام بها السيسي كلها لا يوجد لها دراسات جدوى ولا نظام رقابي ، تصور ان مشروع الضبعة الذي سيكلف مصر 42 مليار دولار دين وخدمة دين ليس له دراسة جدوى ، هل ننتظر بعد ذلك احراءات مسبقة ،، حادث الواحات الذي استشهد فيه خيرة الشباب تم فبركة التقرير الخاص به والتدليس في البيانات ،، لا اجراءات مسبقة ولا محاسبة تالية ولا تغذية راجعة ، انما البكش والنصب والفهلوة ،، لانك في مصر يا عزيزي

خبر عاجل