مقابلات

مستشار "الاستثمار" التركي: استثمارات الخليج 15 مليار دولار

عبّر كوكسو عن ثقته بمستقبل الاستثمار الخليجي - عربي21
عبّر كوكسو عن ثقته بمستقبل الاستثمار الخليجي - عربي21
قال مصطفى كوكسو، كبير مستشاري وكالة دعم وترويج الاستثمار التركي في دول الخليج وشمال إفريقيا، التابعة لرئاسة الوزراء، إن شعار تركيا مع المستثمر العربي هو "لنكسب جميعا ونكبر معا"، مشيرا إلى أن الاستثمارات الخليجية في تركيا تتجاوز 15 مليار دولار، بينما التركية في دول الخليج اكثر من 17 مليار.

وأضاف كوكسو في حوار خاص مع "عربي21"؛ أن قطر تتوسع في الاستثمار في مجال التمويل، وقامت بشراء حصص في عدد من البنوك في السوق التركية في الآونة الأخيرة، كما توسعت في الاستثمار بمجالات الإنتاج الحيواني والصناعات الغذائية لتأمين كافة احتياجاتها الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها.

وأوضح أن إقرار قانون السماح للمستثمرين الخليجيين بتملك العقارات في تركيا منتصف 2011؛ رفع عدد الشركات السعوددية والخليجية الأخرى في تركيا.

وإلى نص الحوار :

* كيف ترى مستقبل العلاقات الاقتصادية بين تركيا والدول الخليجية اليوم؟

- لا شك أن العلاقات الطيبة الموجودة بين شعوب دول الخليج والشعب التركي تملؤها مودة قلبية. ولم يكن مسموحا بحق التملك للأجانب في تركيا قبل عام 2011، ولكن بعد أن أعطينا للخليجيين حق تملك العقارات؛ بدؤوا يشترون العقارات ويتملكونها بكثافة، وصاروا بذلك يُقيمون فيها ومن ثم أصبحوا جيرانا للأتراك، وشاهدوا المنتجات التركية وتعرفوا عليها عن قرب. كما أننا نحن الأتراك بدأنا نفهم الشعوب الخليجية أكثر وأكثر، بعد أن كانت المعرفة بيننا سطحية ومن بعيد. ومن هنا تولدت فرص الاستثمار المشتركة بيننا، حيث أن المواطن الخليجي يأتي في البداية سائحا ليزورنا في تركيا، وبعد أن يتملك عقارا يصبح جارا للأتراك، ومن ثم يتحول إلى مستثمر بدءا بالسكن ليتعرف على الأجواء، وبعدها يستثمر باطمئنان تام فيها.

والدليل على صحة ما أقول؛ أنه حين بدأت تولي منصبي للعمل في الوكالة عام 2011، كان عدد الشركات السعودية العاملة في السوق التركية لا يتجاوز 110 شركات، 90% منها يستثمر في مجال العقارات، وذلك قبل إقرار قانون حق التملك. ولكن بعد منحهم حق التملك منتصف عام 2011؛ وصل عدد الشركات السعودية العاملة في السوق التركي اليوم إلى 940 شركة، أي قرابة الألف شركة، 25 في المئة منها فقط تستثمر في النشاط العقاري، والبقية في أنشطة متنوعة.

وهذا بحمد الله يدل على أن المستثمر الخليجي في السوق التركية لا يفكر بعقلية الاستثمار القصير، ولكنه يسعى للاستثمار أطول فترة ممكنة، يستقر فيها ويحقق الربح (..).

* ماذا عن الاستثمارات التركية في دول الخليج نفسها؟

- هناك الكثير من المستثمرين الأتراك توجهوا للسوق الخليجية، ولهم استثمارات هائلة جدا وعددهم في تزايد مستمر، لا سيما عندما يجدون تسهيلات وقوانين تساعد على جذب الاستثمارات، كما هو الحال في السعودية اليوم، حيث أطلقت المملكة حزمة من القوانين والإجراءات التي تجعل الاستثمار أسهل من ذي قبل.

ورأس المال جبان - كما يقال - والمستثمر التركي حريص على الاستثمار في الخليج عامة، والمملكة على وجه الخصوص، حيث يوجد بها الحرمان الشريفان، كما أنه يريد أن يستقر بمشروعاته بعيدا عما يتهددها أو يتهدد مستقبله، ما يؤكد أن التسهيلات الممنوحة تشجع أكثر على الاستثمار بالخليج لكي يحقق الربح ولو بنسبة بسيطة ولكنها مستقرة.

* ماذا عن حجم الاستثمارات التركية في السعودية بالأرقام؟

- الاستثمارات التركية في السعودية بالأرقام لا أستطيع أن أعطيك إياها إذا لم أكن أعرفها؛ فأنا رجل دولة لا يقول أية أرقام، ولكن هذه الأرقام بالتفصيل عند هيئة الاستثمار التركية.

* لكن ألا يمكن أن تذكرها لي بالتقريب؟

- الاستثمارات التركية بالسعودية كبيرة، وحسبما قال الملحق التجاري السعودي بسفارة المملكة في إسطنبول؛ إن حجم الاستثمارات التركية بالسعودية وصل إلى 17 مليار دولار، بحسب ما قاله، وأنا لا علم عندي، ولكن من ناحية الاستثمارات السعودية في تركيا، غير العقارات، فإنها تتجاوز 7 مليارات دولار؛ لأن القانون التركي لا يجيز الإفصاح عن حجم الاستثمار في مجال العقارات بشكل عام.

* وماذا عن حجم الاستثمارات الخليجية بشكل عام في تركيا؟

- حجم الاستثمارات الخليجية بشكل عام في تركيا تقريبا يتجاوز 15 مليار دولار. المملكة وحدها 7 مليارات، بينما بقية دول الخليج تصل استثماراتها بتركيا إلى 8 مليارات دولار، إلا أنها مرشحة للزيادة نهاية هذا العام بعد أن أقدمت قطر مؤخرا على شراء بعض البنوك في السوق المالي بتركيا.

*  ما حجم وطبيعة الاستثمار بين تركيا وقطر؟

- كما تعلم فإنه بين قطر وتركيا توجد اسثمارات كبيرة وهائلة منذ سنوات عدة. فقديما كان القطريون يستثمرون في مجالات العقارات والبنوك (الفايننشال) والمصانع، والآن دخلت الاسثمارات القطرية بكثافة في مجالات جديدة، كالثروة الحيوانية وإنتاج المواد الغذائية والألبان، لتأمين حاجتها من ذلك، كما أن الاستثمارات التركية في قطر هائلة أيضا.. فهناك اسثمارات في البنية التحتية والصناعات الغذائية والمجالات الصناعية الأخرى، ونحن تستثمر في مختلف المجالات المفتوحة بين البلدين.

شعارنا مع المستثمرين "لنكسب جميعا ونكبر معا"

* ما هي أهم العقبات والمشاكل التي تعترض تنشيط التعاون الاقتصادي بين تركيا والخليج خاصة والعالم العربي عامة؟

- أهم المشكلات التي تواجهنا كعرب وأتراك هو حاجز اللغة الذي قد يعقد الأمور، والذي زال جزء كبير منه الآن بحمد الله بعد أن استضاف الشعب التركي الإخوة السوريين الذين صاروا جسرا بين العرب والأتراك في كسر حاجز اللغة، وقاموا بتغطية مساحة كبيرة فعلا. ومن ناحية دول الخليج، كانت لديهم أنظمة وقوانين خاصة بالنسبة للاستثمارات الأجنبية كانت تُصعب الاستثمار الأجنبي، إلا أننا نرى كل يوم تزايد التسهيلات، مما يشجع المستثمر التركي على العمل وتأسيس مشروعه ومستقبله في هذه الاستثمارات؛ بعيدا عن القوانين التي تؤثر سلبيا على تجارته.

كما أن المستثمر التركي يفضل دائما الاستثمار في دول الخليج والدولة التركية تشجعهم في هذا الاتجاه. ونحن حريصون على أن تقدم تركيا "النو هاو" (know how) إلى أشقائها في دول الخليج، وبذلك تكبر استثماراتهم التكنولوجية، ونحن نكبر معهم وهذا يؤثر إيجابيا بزيادة رقعة المنتج التركي بمكون 40 في المئة محلي في دول الخليج والباقي (60 في المئة) مكون تركي.. وهكذا نحن كتركيا تظل مصلحتنا مستمرة. كما أننا نبني استثماراتنا على أساس منفعة الآخر وليس نهبه واستغلاله واستعماره؛ على مبدأ كلنا نكسب (..).
التعليقات (0)