طب وصحة

مشروبات الطاقة.. منشطة للجسم أم سمّ قاتل؟

مختصون حددوا كمية مشروب الطاقة التي لا تؤثر على الجسم- أرشيفية
مختصون حددوا كمية مشروب الطاقة التي لا تؤثر على الجسم- أرشيفية
انتشرت مشروبات الطاقة بكثرة بأشكال وأنواع متعددة، ويقول مروجوها إنها منشطة للجسم والعقل، بالمقابل يعتبرها معارضوها سما قاتلا لاحتوائها على نسبة عالية من الكافيين.

وتاهت الأغلبية الصامتة بين مؤيديها ومعارضيها، هل يشربونها أم لا، بينما يرى الخبراء أنه من الممكن شربها ولكن بنسب معتدلة.

وتحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكريات والكافيين والأعشاب، التي تحفز الطاقة وتزيد فاعلية الجهاز العصبي، بحسب أختصاصي الطب العام عبد الله خليفات.

وتابع خليفات في حديثه لـ "عربي21": "تعمل مشروبات الطاقة على تنبيه الجسم، كأي مادة من المنبهات التي تحتوي الكافيين، والذي يُعتبر آمنا إن لم يتجاوز 400 ملغم".

اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن الكورتيزون "العلاج السحري"؟


واستدرك خليفات بالقول إنه إنْ تجاوز الكافيين المُعطى في اليوم، هذه النسبة فإنه يدخل في مرحلة الضرر والتأثير النفسي والعصبي، وقد يصل لأن يؤذي القلب أيضا.

من جهتها، قالت اختصاصية الباطنية نسرين سلايطة لـ "عربي21" إن "مشروبات الطاقة تحتوي كافيين يساوي خمسة أضعاف ما هو موجود بالمشروبات الأخرى مثل الكولا، وهذه النسبة لها أثر سيئ على القلب و الدورة الدموية".

وتابعت سلايطة: "تؤدي نسبة الكافيين العالية لزيادة سرعة ضربات القلب وقوة انقباضاته ويرفع ضغط الدم، وهذا التأثير يمنح الشخص شعورا بالنشاط و الطاقة، لكن لا يخلو الأمر من بعض التأثيرات الجانبية".

وأشارت إلى أنه يمكن لزيادة سرعة ضربات القلب ما يؤدي لعدم انتظامها و أحيانا توقف القلب المفاجئ.

نشربها أم لا؟

وبازدياد الجدل حولها، فهل هي مضرة أم لا؟، حيث لم يعد الناس يعلمون أيشربونها أم لا؟

وقالت سلايطة: "يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه حتى الآن لا يوجد دراسات مُثبتة عن تأثيرها أو توصيات بمنع استخدامها، لذلك ما يُنصح به هو عدم شربها من قبل الأطفال أو مرضى القلب لعدم معرفة مدى تأثيرها عليهم حتى هذه اللحظة".

اقرأ أيضا: تعرف على الأنظمة الغذائية للشعوب وعلاقتها بصحتها

من جهته، قال خليفات إن "الدراسات أشارت إلى أن مشروبات الطاقة تزيد من رغبة الشخص في شرب الكحول"، لافتا إلى أنه "حين يشربها الشخص بكميات كبيرة يُدمن عليها مثل القهوة والشاي وتختفي رغبته للنوم، لاحتوائها على نسبة عالية من الكافيين، ويتعرض من يتركها فجأة لأعراض أهمها الصداع".

تأثيراتها على الأطفال والحوامل

ويتميز الأطفال بحساسية شديدة تجاه أي غذاء غير متوازن ويحتوي على نسب عالية من المنبهات، وكذلك المرأة الحامل بسبب اضطراب الهرمونات لديها، ولهذا يتساءل الناس هل مشروبات الطاقة ضارة بالأطفال والحوامل أم لا؟

وقال اختصاصي الطب العام خليفات: "يُفضل عدم شرب الأطفال أي مشروب يحتوي على نسبة عالية من الكافيين، لأنها منبهات عصبية وقد لا تحتملها أجسادهم، خاصة أنه ما زال في طور النمو".

ووافقت سلايطة، خليفات بكلامه، قائلة إنه "لا يُحبذ تناول الأطفال ممن هم دون 16 عاما مشروبات الطاقة، ويتم السماح لهم فقط بالكافيين الموجود بالشوكلاته بكميات محدودة، من 20 لـ 100 ملغم في اليوم".

فوائد مشروبات الطاقة

وبرغم كل ما قيل عن ضرر مشروبات الطاقة، إلا أن الخبراء يقولون إن هناك بعض الفوائد لها إن تم تناولها بكميات مناسبة ومعتدلة بعض الشيء، بحسب سلايطة.

ويعمل الكافيين الموجود بهذه المشروبات كمنشط للجهاز العصبي و يزيد من النشاط و التركيز، و وجدت بعض الدراسات أنه يقلل من نسب الإصابة بسرطان الفم و محاولات الانتحار لدى البالغين.

اقرأ أيضا: الأعشاب الطبية لا تضرّ.. أسطورة أم حقيقة؟

واستدركت سلايطة بالقول إنه يجب أن لا ننسى أن مضارها كثيرة وهي:

أولا: عند جمع مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين مع النيكوتين يزيد من التأثير المنبه على الجهاز العصبي.

ثانيا: لا يوجد عضو محدد يتأثر أكثر من الآخر و لأن الأثر الأساسي على الجهاز العصبي و بالتالي بكون التأثير شاملا على الجسم عند زيادة الاستهلاك، و هذه الأعراض تشمل:

- الأرق

- العصبية الزائدة والتوتر

- الزيادة في التبول

- آلام في المعدة

- تسارع ضربات القلب

- الارتجاف في العضلات

- الأثر النفسي لمشروبات الطاقة

وتؤثر مادة الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة بشكل أساسي على الجهاز العصبي والدماغ، ولهذا قد تترك أثرا نفسيا على متناوليها.

وتحتوي مشروبات الطاقة على خليط من المواد أهمها الكافيين الذي تصل نسبته أحيانا إلى 500 ملغم، وهي تعادل 5 فناجين قهوة، بالتالي تزيد من تنبيه الجهاز العصبي، بحسب اختصاصي الطب النفسي وليد سرحان.

وتابع سرحان في حديثه لـ "عربي21": "وترفع هذه المشروبات درجة التوتر وتؤثر على النوم"، لافتا إلى أنه "يُلاحظ أن بعض الشباب يستعملونها حين يصابون بالقلق بوقت الامتحانات مما يعطيهم نتيجة عكسية لما يرغبون ويزيد توترهم وقلقهم، وهناك ما يشير إلى تأثيرات أخرى لها منها الاكتئاب النفسي".

وأردف سرحان: "الإدمان على مشروبات الطاقة أمر وارد، خاصة من يستعملونها يوميا وبكميات كبيرة، وقد يصل الأمر للشعور بالصداع والكسل عند البعض وشربها في الصباح لبدء النشاط".

وأستدرك بالقول: "لكن هذا الإدمان ليس من النوع الشديد، وهو اعتمادي نفسي وجسدي ينتهي خلال بضعة أيام، ونادرا ما يتطلب علاج إلا إذا اقترن مع مواد أخرى كالكحول والكبتاغون".

ونصح سرحان من يريد الإقلاع عن مشروبات الطاقة بأن يخفف الكمية تدريجيا ويتوقف خلال أسبوع، ولن يكون هناك صعوبة والمهم عدم استبدالها بالقهوة والشاي.

وأشار إلى أنه "من المفترض أن لا تتجاوز كمية الكافيين التي يتناولها الإنسان السليم صحيا، 300- 500 ملغم باليوم وذلك لمن تخطوا عمر 18 سنة ومع العلم أن فنجان القهوة أو كوب الشاي يحتوي كل منهما على كمية كافيين ما بين 80 و110".

يُذكر أن دراسة حديثة ذكرت أن احتساء نحو 29 ملم من مشروبات الطاقة يرتبط بتغييرات مضرة محتملة في ضغط الدم ووظائف القلب بشكل يفوق آثار الكافيين الموجود بالمشروبات الأخرى.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم