صحافة دولية

لوبوان: لماذا نفد صبر الكويت في وساطتها بأزمة الخليج؟

تصريحات غير مسبوقة لأمير الكويت حول أزمة قطر - أ ف ب
تصريحات غير مسبوقة لأمير الكويت حول أزمة قطر - أ ف ب
نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تصريحات أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، أثناء زيارته للولايات المتحدة، حيث اعتبرت الصحيفة أن هذه التصريحات تمثل تغيرا في موقف الكويت من الأزمة التي عصفت بالخليج.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الأزمة بين قطر وجاراتها من دول الخليج من الممكن أن تترك أثرا عميقا طويل الأمد، خاصة وأن دول الحصار يصعب عليها أن تتراجع أمام المقاومة الشرسة وغير المتوقعة من إمارة صغيرة مثل قطر.

وبينت الصحيفة أن تعامل قطر مع الأزمة لم يزد إلا من عناد رباعية الحصار، وخير دليل على ذلك تلك الأغنية الجديدة التي صدرت بمشاركة كبار الفنانين من السعودية والعراق، والتي أثارت ضجة واسعة لما تحتويه من تهديدات لقطر.

كما ذكرت الصحيفة أن من الأدلة الواضحة على مواصلة التصعيد في الخليج، احتضان دول الحصار لشخصيات تطمح لتغيير النظام في قطر، أو حتى تنفيذ انقلاب عسكري. ورغم هذا الإجراءات، تواصل قطر استراتيجية الرد اللاذع التي تعتبر ناجحة فيه إلى حد الآن.

ورأت الصحيفة أن قطر لم تقف عاجزة أمام الحصار البري المفروض عليها من قبل السعودية، وهذا ما أكده افتتاحها مؤخرا لميناء حمد، أحد أكبر موانئ الشرق الأوسط، بتكلفة وصلت إلى سبعة مليارات دولار. وسيسمح هذا المشروع لشبه الجزيرة بكسر الحصار المفروض عليها من خلال فتح مسارات بحرية جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى مستجدات الموقف الرسمي الكويتي، حيث كان من المفروض أن تقوم الكويت بدور الوساطة في الأزمة. إذ خرجت هذه الدولة عن صمتها ليدلي أميرها بتصريحات جريئة ومدهشة. فخلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، قال أمير الكويت إن قطر تواجه مطالب ما كانت لتوافق عليها بلاده لو طلبت منها.

وأوضحت الصحيفة أن الشيخ الصباح كان يشير إلى المطالب الثلاثة عشر التي صاغتها دول الحصار في حزيران/ يونيو، خاصة تلك التي تمس من سيادة قطر، كمطلب غلق القاعدة العسكرية التركية وإنهاء بث قناة الجزيرة.

كما صرح أمير الكويت بأن الحل العسكري كان مطروحا منذ بداية الأزمة، ولكن تمكنت بلاده بفضل وساطتها من استبعاد هذا الخيار الكارثي. في المقابل، كانت ردة فعل وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دليلا على المستوى الخطير الذي بلغته الأزمة منذ بدايتها.

وأوردت الصحيفة أن وزير خارجية قطر قد أعرب عن أسفه لرؤية البلدان الشقيقة تفكر بمثل هذا القرار غير المسبوق. كما كشف أمير الكويت عن استغرابه من المستوى الخطير الذي بلغته الأزمة، مذكرا أن زيارة ترامب للرياض في أواخر أيار/ مايو الماضي قد دارت في أجواء عادية، ولم تشهد أي مؤشر على هذا التصعيد.

وحسب الصحيفة، فإن هذه التصريحات التي أطلقها الأمير، بنبرة ديبلوماسية بعض الشيء، تعتبر نقطة تحول في المعادلة الاستراتيجية للوضع في الخليج. إذ غادرت الكويت موقع الوساطة في الأزمة لتقف إلى جانب قطر بشكل أغضب دول الحصار الأربع؛ التي لم تتردد كثيرا لترد بعد ساعات من عقد المؤتمر الصحفي، من خلال إصدار بيان عبّرت فيه عن أسفها من تصريح أمير الكويت بأن وساطته قد منعت التدخل العسكري، وقالت إن هذا الخيار لم يكن مطروحا.

وتطرقت الصحيفة إلى أبرز الأسباب التي دفعت بالشيخ الصباح لإطلاق هذه التصريحات. من بينها، عدم رغبة جميع الأطراف في الوصول إلى حل نهائي ينهي هذه الأزمة، وتمسك كل طرف بموقفه، رغم أن أمير الكويت لم يدّخر جهدا لإيجاد مخرج من أزمة قد تأكل الأخضر واليابس.

أما السبب الثاني، الذي قد يفسر خروج أمير الكويت عن صمته، فيتمثل في استقبال بلاده للقمة القادمة لمجلس التعاون الخليجي المتوقع عقدها في كانون الأول/ ديسمبر القادم. ولكن، نظرا للاختلاف الشديد في المواقف والفجوة الواضحة التي تفصل بين مختلف الأطراف، لا أحد يمكن له أن يعرف ما إذا كانت هذه القمة ستعقد في الموعد المحدد لها أم لا.

ورأت الصحيفة أن ويلات حرب الخليج لم تردع قادة المنطقة عن التفكير في استخدام القوة العسكرية ضد دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي، وقد اتضح هذا من تغريدات تحريضية لبعض الحسابات السعودية البارزة على "تويتر"، والتي تدعو إلى استعمال القوة العسكرية لحل الخلاف مع قطر.

ونوهت الصحيفة إلى أنه رغم الجو المشحون، إلا أن الضغط الكويتي قد أثمر. ففي اليوم التالي، ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة، اتصل أمير قطر الشيخ تميم بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليعبر له عن رغبته في الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة للبدء في محادثات جدية مباشرة. فهل ستكون هذه هي البداية؟
التعليقات (1)
تحسين
الثلاثاء، 19-09-2017 09:13 ص
الحل والربط بيد "" ترامب أفندي "" وسيقارن ويوازر بين المال القطري والمال السعودي والاماراتي لأن المال المصري مفقود ( بلعه السيسي ) والبحرين ( لم يعد لديها لؤلؤا ) ونحن بانتظار ما سيقرره ترامب!!!! وتوقعاتي هي بلاء جديد قادم على أهل الخليج!.