مقابلات

معصوم مرزوق: المجتمع الدولي يسعى لإنهاء حكم السيسي

رأى مرزوق أن مؤسسات الدولة في مصر بدأت بإدراك خطورة السيسي - أرشيفية
رأى مرزوق أن مؤسسات الدولة في مصر بدأت بإدراك خطورة السيسي - أرشيفية
كشف السفير معصوم مرزوق، المرشح الرئاسي المحتمل، ومساعد وزير الخارجية الأسبق في مصر، عن أن لديه أخبارا قال إنها "ذات مصداقية عالية"؛ تؤكد أن المجتمع الإقليمي والدولي بدأ إدراك واستشعار خطورة وفداحة استمرار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في منصبه أكثر من ذلك، مشيرا إلى أن بعض الأطراف الدولية قامت بتحركات قد تحول دون تمرير السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما قال.

وأوضح، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن الأخبار التي يتحدث عنها وصلت إليه من خلال شخصيات يرتبط بعلاقات معها، والتي قال إنها "ذات حيثية" في الداخل والخارج، فضلا عن تأكيده أن حجب جزء من المعونة الأمريكية للقاهرة، والتقارير الحقوقية الدولية التي صدرت بشكل متزامن، مؤخرا، بشأن انتهاكات نظام السيسي، تثبت "تململ المجتمع الدولي من ممارسات النظام المصري الحالي"، كما قال.

اقرأ أيضا: الإعلان رسميا عن جبهة معارضة داخل مصر نهاية الشهر الجاري

وعمل مرزوق دبلوماسيا في الإكوادور وأمريكا والأردن، كما كان سفيرا لمصر في كل من أوغندا وفنلندا وإستونيا. وتم انتخابه رئيسا لرابطة الدبلوماسيين في الإكوادور عام 1986. وكان أصغر دبلوماسي يتولى هذا المنصب، وأول دبلوماسي من خارج قارة أمريكا اللاتينية. وتولى أيضا منصب رئيس مجلس إدارة النادي الدبلوماسي المصري عام 2007.

وقال مرزوق: "العالم كله بدأ يعي أن استمرار الأوضاع التي تسبب فيها السيسي ونظامه بشكلها الراهن سوف يُهدد - إن لم يهدم - استقرار الأوضاع الإقليمية والدولية، وستكون له عواقب وخيمة عليهم، ولذلك بدأوا بالبحث عن وسيلة لإنهاء حكمه والتخلص منه بشكل ما أو بآخر، خاصة أنه لا أحد يستطيع تحمل انفجار الأوضاع في مصر".

وأشار إلى أن المجتمع الإقليمي والدولي بدأ بإجراءات جديدة للبحث عن "سيسي آخر"، أي "وجه جديد للنظام مع استمرار مجمل الممارسات الراهنة"، وهو الأمر الذي شدّد مرزوق على رفضه جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه لا بديل عن تحقيق أهداف الثورة وتحقيق أحلام من ضحوا لأجلها.

وتابع: "إذا كانوا هم بدأوا برحلة البحث عن عفريت جديد بدلا من العفريت الذي قاموا بتحضيره (السيسي)، فنحن من سنصرف جميع تلك العفاريت، وستعلو الإرادة الوطنية فوق أي إرادة أخرى"، مؤكدا أن المعارك القادمة هي معارك انتصار لقوى الثورة، وفق قوله.

وأكد أن "الخارج يهمه وجود سلطة مصرية تابعة له، بشرط أن تكون تابعة وواعية أو لديها قدر ما من الوعي، كي لا تصل الأمور بتلك السرعة لهذه الكارثة المفجعة، فهم يريدون تحقيق مصالحهم حتى لو كان ذلك من خلال حاكم ديكتاتور، أما إن كان ديكتاتورا أحمق فهو قد يدمرهم قبل أن يدمر نفسه".

واستدرك المرشح الرئاسي المحتمل؛ بقوله: "نحن لا نعول مطلقا على موقف الخارج من السيسي ونظامه، ونرى أن مصلحتنا الحقيقية تتمثل في إيقاف تبعية الدولة لأي جهة خارجية، فلا بد أن يكون قرارنا مستقلا تماما".

ورأى أن مؤسسات الدولة المصرية أيضا بدأت تدرك حاليا خطورة تورطها في العمل السياسي وانحيازها التام للنظام الحاكم، مضيفا: "مؤسسات الدولة جزء من نسيج الشعب المصري، وبعض القيادات فيها ربما فسدت، إلا أن هذا لا يعني أن تلك المؤسسات فاسدة بأكملها؛ لأنها سوف تقوم بتطيهر نفسها بنفسها، ويجب أن تكون محايدة وألا تلعب دورا سياسيا بعينه، ولا نريدها أن تقوم بهدم النظام أو تنحاز انحيازا مطلقا له".

اقرأ أيضا: جبهة معارضة تتبلور بمصر.. وترحيب مريب من إعلام السيسي

وبسؤاله عن مستجدات تشكيل الجبهة المعارضة للسيسي داخل مصر، قال: "سيتم الإعلان عن كافة تفاصيل الجبهة الوطنية وتحركاتها المستقبلية في وقت قريب جدا، ونحن في اللمسات الأخيرة والنهائية، ولم يتبق أمامنا سوى أيام قليلة، ونقوم الآن بالتنسيق بين وثائق وأوراق العمل التي تم طرحها سابقا، والتي تتعلق بالتحديات التي تواجه العمل الوطني المصري، وهي متعددة ومتنوعة، ونعمل على الوصول للصيغ النهائية بين تلك الوثائق".

وأضاف: "معركة التغيير ليست سهلة على الإطلاق؛ لأنها تحتاج الكثير من الجهد وبعض الوقت، وتتطلب النجاح أولا في معركتنا لرفع منسوب الوعي لدى الجماهير، ثم علينا أن نبتكر ونبتدع في الوسائل والآليات والتحركات على الأرض، وهو ما يحدث حاليا، من أجل خلق حالة عامة لإنقاذ الوطن من التدهور الشديد والمشين الذي يمر به على كل المستويات".

وشدّد مرزوق على أن المعركة الرئيسية هي مع ما وصفها بـ"دولة الفساد والاستبداد والمحاسيب، وبالتالي فالمشكلة ليست في من يشغل موقع الرئاسة"، مضيفا: "السيسي هو نفسه محكُوم من قبل منظومة الفساد، بل ويمكن القول إنه ضحية لتلك المنظومة المتغلغة في أركان الدولة"، وفق تقديره.

واستطرد قائلا: "نحن مصممون على المضي قدما في طريقنا إلى الإمام، ولن نتراجع بعد اليوم خطوة واحدة إلى الوراء، فقطار التغيير بدأ رحلته ولن يتوقف حتى يصل إلى أهدافه، ولدينا آمال عظيمة بأن الانتصار حتما سيكون حليف قوى الثورة، فهزيمة ثورة يناير لن تستمر كثيرا، ولن تبقى على هذه الحالة أكثر من ذلك".

وقلّل مرزوق من أهمية الانتخابات الرئاسية أو التوافق على اسم مرشح رئاسي؛ لأن المهم بالنسبة له ليس تغيير شخص الحاكم، بل منظومة الحكم بأكملها. وقال: "آخر ما نفكر فيه هو الأسماء التي قد تترشح في انتخابات الرئاسة، فضلا عن أننا قد لا نخوض معركة الانتخابات من الأساس".

وردا على تشكيك المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، في إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال: "كل الاحتمالات واردة ومتوقعة، وبالفعل قد لا يتم إجراء الانتخابات الرئاسية من الأساس، فهناك ضبابية كبيرة في المشهد وما نحن مقبلون عليه"، لافتا إلى أن "النظام قد يلجأ لتعديل الدستور في اللحظات الأخيرة، ويمكنه مد فترة حكم السيسي للأبد، كما حدث سابقا في عهد (أنور) السادات".

ونوه إلى أن "الأوضاع وصلت لمرحلة خطيرة للغاية، في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، والارتفاع الكبير للديون الخارجية، ووصول التضخم إلى 33 في المئة، ومؤشرات الإفلاس المحقق أصبحت واضحة للجميع، وبالتالي فهناك خطر وجودي يهدد بقاء واستقرار الدولة المصرية".

وبشأن تصريح رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، هشام جنينة، بأن الحوار القائم في الجبهة المعارضة للسيسي يتضمن شخصيات سياسية وعامة ومسؤولين حاليين بالسلطة ومن خارجها، قال: "أفضّل الانتظار حتى يتم الإعلان الرسمي عن كل التفاصيل، ومن يريد الإعلان عن نفسه يفعل ذلك، ومن لا يريد الإعلان ويفضّل أن يدعم من خلف ستار فلا مانع"، منوها إلى أن بعض مؤيدي النظام ينضمون بأعداد كبيرة للجبهة".

وأوضح مرزوق أنه "جار الإعداد للإعلان الرسمي عن الخطوات التنفيذية والعملية للتشكيل الجديد للجبهة، وسوف نقف بكل قوة ضد انتهاكات الدستور والقانون، وما نطرحه ليس وهما أو حلما، فالانتصار قادم وآت لا ريب فيه"، مؤكدا أن "الشعب الآن يدرك حجم المخاطر والتحديات الكارثية التي تواجه الوطن".

وردا على هجوم إعلام النظام على الجبهة المعارضة المنتظرة، قال: "هذا الهجوم هو محاولة يائسة لإجهاض عمل دؤوب تقوم به مجموعة كبيرة من أبناء الجماعة الوطنية التي تضم تقريبا كل ألون الطيف السياسي في مصر، وهم يحاولون شق صفنا، وتشتيت جهدنا، وإحداث الفرقة بيننا، إلا أنهم بالتأكيد لن ينجحوا فيما يهدفون إليه".

وأشار مرزوق إلى أن يقينه في انتصار قوى الثورة، مضيفا: "إن كانت هناك بعض مظاهر الإحباط واليأس لدى البعض، إلا أنني أرى روح التحدي والأمل في عيون شباب مصر، وأستمد الثقة مما سمعته من ألوان الطيف السياسي المصري، وأدرك أن المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، ونحن لا نملك ترف التأجيل".

واختتم بقوله: "أثق أن المعارضة المصرية سوف تثبت خطأ من يراهنون على اختراقها وتمزقها، وسوف تكون جدار الصد الصلب، وبداية إعصار الثورة الجديدة التي تعلمت من أخطاء الماضي، وتصمم على اقتلاع جذور دولة الفساد والمحاسيب من أرض مصر الطيبة، والرهان الحقيقي هو في التفاف شعب مصر حول نواة المقاومة، وخاصة ذخيرتنا الحية من الشباب الذي سوف يبني مصر التي نحلم بها"، بحسب تعبيره.
التعليقات (1)
هشام علوان
الإثنين، 18-09-2017 09:06 م
دا شكله شارب مية طرشي منتهي الصلاحيه. بلوتنا كبيرة في النخبه الهفأ الهبله.