اقتصاد عربي

ما هو وضع الاقتصاد القطري بعد 100 يوم من الحصار؟

المنتجات الوطنية القطرية شكلت رأس الرمح في مواجهة الحصار- وزارة البلدية والبيئة
المنتجات الوطنية القطرية شكلت رأس الرمح في مواجهة الحصار- وزارة البلدية والبيئة
في فجر الخامس من يونيو/ حزيران الماضي، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا اقتصاديا غير مسبوق على دولة قطر، بقطع العلاقات التجارية، وإغلاق المنافذ البحرية والجوية والبرية.

وراهنت دول الحصار الأربعة على إرباك الموقف القطري والضغط على الحكومة القطرية بخنق السوق المحلي وتأثر الدوحة بالحصار اقتصاديا وماليا وصناعيا.

وبعد مرور مئة يوم على الحصار، أكد خبراء اقتصاد ومحللون ماليون لـ "عربي21"، أن دول الحصار خسرت الرهان، منذ اليوم الأول للحصار، مشيرين إلى أن وزارة المواصلات والاتصالات والشركات التابعة لها، استحدثت على الفور طرق شحن مباشرة جديدة لمواجهة الأزمة بفتح خط ملاحي لنقل البضائع بشكل مباشر من الهند، وتدشين خطين بحريين جديدين إلى سلطنة عمان وتركيا.

وأوضحوا أنه خلال ساعات فقط من إعلان الحصار، أبرمت شركات قطرية عددا من الصفقات لاستيراد احتياجات السوق المحلي من السلع الغذائية، وقامت المجمعات التجارية والاستهلاكية الكبرى بحملة "معا لدعم المنتجات الوطنية" بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة القطرية.

وقال وزير التجارة والاقتصاد القطري أحمد بن جاسم آل ثاني، إن بلاده استطاعت كسر نسبة كبيرة من الحاصر في الساعات الأولى بالدعم التي حصلت عليه من تركيا، مؤكدا أن بلاده لم تتأثر من الحصار الذي فرض عليها من قبل بعض دول الجوار، بفضل موقف تركيا.

وأوضح رجل الأعمال عبدالعزيز العمادي، أن المنتجات الوطنية شكلت رأس الرمح في مواجهة الحصار، مضيفا: "اكتشفنا أننا نمتلك منتجات وطنية كثيرة ومتنوعة وذات جودة عالية واستطاعت أن تلعب دورا رئيسيا في السوق المحلية وتزيد وتيرة إنتاجها بنسبة تفوق 100%".

وقال العمادي، وفقا لصحيفة الوطن القطرية، إن الحصار ورغم مضي مائة يوم، فإن الأثر الفعلي له تبدد، كما استطاعت قطر أن تحوله لصالح خططها، مشيرا إلى أن تنامي المنتجات الوطنية ودخولها للسوق يعزي جزء منه للحصار الذي دفع به إلى صدارة المنتجات والأسواق وأصبح يحتل الرقم الأول.

وأضاف: "المنتج الوطني أثبت جدارته بالفعل في سد الفجوة بالسوق المحلية بعد القرار المفاجئ لدول الحصار، وأغلبية المستهلكين بات لديها الوعي الكامل حاليا في تفضيل المنتج الوطني على غيره من المنتجات الأخرى، خاصة مع اكتشافهم أنه لا يقل في الجودة وبنفس مستويات الأسعار".

وخلال المئة يوم الماضية، استكملت الحكومة القطرية عدد من مشروعات البنية التحتية من طرق سريعة وشوارع رئيسية بالإضافة إلى افتتاح ميناء حمد البحري الذي سيغير خريطة التجارة في المنطقة كلها، إضافة إلى تدشين عدد من المشروعات في مجال الزراعة والصناعات الغذائية والأسماك والألبان والدواجن والدواء والمستلزمات الطبية ومواد البناء والبتروكيماويات وتطوير القطاع السياحي بالانفتاح على 80 دولة جديدة لزيادة أعداد السائحين.

وأكد المحلل المالي أحمد عقل لـ "عربي21"، أن الحصار كان له دور بارز في تسريع وانجاز الخطط الاقتصادية التي كانت مدرجة ضمن رؤية قطر 2030، مؤكدا أن الحكومة والقطاع الخاص استشعروا مسؤولية دورهم في مواجهة الآثار المحتملة للحصار الاقتصادي على قطر. 

وأشاد عقل بدور مصرف قطر المركزي في إدارة السياسة النقدية خلال تلك الفترة، وكذلك السياسات المالية للحكومة القطرية، مؤكدا أنها أداء الاقتصاد القطري كان أفضل من المتوقع على كافة المستويات.
وأوضح أن سياسات قطر الاقتصادية ساهمت بشكل كبير في التنويع الاقتصادي إلى جانب توسعها في إنتاج الغاز، ما أدى إلى زيادة عائدات البلاد من النقد الأجنبي، وطمأنة المستثمرين، وزيادة معدلات النمو في مختلف المجالات.

ويرى رجل الأعمال إبراهيم الحمدان المهندي أن قوة ومتانة الاقتصاد القطري وتنويع مصادره أفسدت أهداف الحصار وأعطت قطر قوة دفع هائلة في التصدي للإجراءات التي فرضتها الدول الأربع.

وأضاف، وفقا لصحيفة الراية القطرية: "خلال 100 يوم حصار أنجزنا ما كان يتم انجازه في سنوات، وأصبحنا أكثر قوة وتماسكا وأكثر انفتاحا على العالم وتخلصنا من القيود التي ارتبطنا بها مع دول الجوار".

وتابع: "ما شاهدناه من تحدٍ وإصرار على الإنجاز في ظل الحصار لهو مثير للإعجاب خاصة مع توالي افتتاحات المشاريع في البنية التحتية من شوارع رئيسية ومدارية، فكل صباح نستقبل خبرا يثلج صدورنا عن افتتاح مراحل جديدة للمشروعات وافتتاح أنفاق وجسور ضخمة تخدم عدداً كبيرا جدا من السكان في مناطق مختلفة مثل أنفاق مداخل مدينة اللؤلؤة وطريق الوسيل ومداخل ومخارج مدينة الدوحة وجسور على مستويات مختلفة، إضافة إلى أن مشروع الريل في مراحله الأخيرة".

وأردف: "كما تم الانتهاء من البنية التحتية في الكثير من المناطق إلى جانب إقامة العديد من المشروعات الصناعية في مختلف المجالات، وتطوير قطاع السياحة وجذب المزيد من السائحين على مستوى العالم بفتح التأشيرات لـ 80 دولة كل ذلك ربما لم نكن نقدم عليه لو كنا قبل الحصار الذي حررنا من القيود التي كنا نرتبط بها مع دول الجوار في إطار البيت الخليجي ولكنهم لم يقدروا هذه التضحيات وحاصرونا في جنح الظلام ".
التعليقات (0)

خبر عاجل