ملفات وتقارير

حفتر يهاجم ويتهم السراج.. ما مصير اتفاق باريس؟

لم يجف حبر اتفاق باريس حتى بدأت التصعيد يعود للسطح - أ ف ب
لم يجف حبر اتفاق باريس حتى بدأت التصعيد يعود للسطح - أ ف ب
شن قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي في طبرق، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، هجوما على رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، متهما إياه بعدم التواصل أو التنسيق معه بخصوص عدة ملفات.

وقال حفتر إن "السراج خالف أو انتهك الاتفاقيات بيننا ومنها اتفاقية فرنسا الأخيرة، والتي جاء فيها أن أي تحركات لا بد أن تكون بالتنسيق بيننا، لكنه تصرف بشكل منفرد وخاصة في قضية السفن الإيطالية، فهو لم يأخذ حتى برأي المجلس الرئاسي"، حسب قول حفتر في حوار مع صحيفة "كوريري ديلا سيرا الايطالية السبت.

اختبار

وفي رده على سؤال إن كان "السراج لا زال شريكا"، قال حفتر: "السراج في موضع اختبار، سنرى إن كان سييطبق ما وعد به، رغم أنه حتى الآن فشل بسبب الهيكلية الضعيفة. لقد أخلف بوعود أبو ظبي، فمشكلته أنه يعتمد على المليشيات وليس لديه جيش نظامي مثلنا"، وفق قوله.

وطرحت هذه الاتهامات تساؤلات عدة، من بينها: هل ستتسبب في حدوث خلافات كبيرة مع السراج وحكومته؟ وما مستقبل مبادرة باريس بعد هذه التصريحات؟ وكيف ستكون العلاقة بين الطرفين مستقبلا؟

السراج مثل حفتر

من جهتها، أكدت الناشطة السياسية من الغرب الليبي، ميرفت السويحلي، أن "السراج مثل حفتر، فالأول وضع نفسه في حالة صدام وحرب مع طرف هام مناوئ لحفتر، وظل يحاربه حتى فقد مصداقيته معهم (تقصد البنيان المرصوص وثوار مصراتة)".

وقالت لـ"عربي21": "وبخصوص مبادرة فرنسا وغيرها من الاتفاقيات بينهما، لن يستطيع أحد منهما تنفيذها ما دام يتجاهل السراج وحفتر الطرف الآخر"، مضيفة: "أما اتهامات حفتر بأن المسلحين مع السراج هم مليشيات، فهذه المليشيات لم يحدث أنها نبشت قبور معارضيها أو مثلت بجثثهم"، حسب قولها، في إشارة إلى ما قامت به قوات حفتر في الشرق الليبي.

مغامرة عسكرية

لكن الأكاديمي الليبي، طاهر بن طاهر، رأى من جانبه؛ أن "تصريحات حفتر هي مغامرة عسكرية جديدة يريد بها التواجد وفرض نفسه في المشهد، خاصة بعدما نجح المجلس الرئاسي في تحييد قوة الزنتان في الجبل"، كما قال.

وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن حفتر "الآن يحاول إعطاء وعود لروسيا التي ستساوم على ملفاتها الأخرى، مقابل التخلي عن الملف الليبي. فالآن يتم إعداد الخارطة النهائية للصراع الليبي الليبي، وحفتر يدرك تماما أنه لا مكان له في التوافقات الجديدة، لذا يريد فتح جبهة جديدة كي يظل موجودا".

من جهته، قال الباحث من الشرق الليبي، أحمد فتحي، إن "اتهامات حفتر للسراج ما هي إلا تصريحات إعلامية فقط، ولا أعتقد أن بإمكان المشير فعل شيء حيال ذلك"، معتبرا أنه "هو فقط أراد جزءا من كعكة الاتفاق، وأن يكون له دور في أي اتفاقات بين ليبيا ودول الغرب، خصوصا فيما يتعلق بالجيش"، كما قال لـ"عربي21".

مبادرة فرنسا

ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أنه "لم تكن هناك مبادرة فرنسية حقيقية حتى يمكن خرقهما أو مخالفتها، ففرنسا تحاول أن تلحق بالركب الديبلوماسي بعدما تفاعلوا مع الملف الليبي".

وتابع لـ"عربي21": "حفتر يحاول أن يلعب دور الرجل القوى، ويعتمد على التصريحات الإعلامية هذه، حتى يحجّم دور السراج"، مضيفا: "الحقيقة لا يوجد أي ود بين السراج وحفتر أصلا؛ لأن كليهما يسعى إلى السلطة، ولن يكون لهم أي مستقبل سياسي"، وفق تقديره.
التعليقات (0)