سياسة عربية

حزب يساري مصري: شرعية السيسي وبرلمانه تتهاوى

يواجه السيسي هجوما حتى من قبل مؤيدي الانقلاب بسبب تيران وصنافير - أ ف ب
يواجه السيسي هجوما حتى من قبل مؤيدي الانقلاب بسبب تيران وصنافير - أ ف ب
أكد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في مصر (يساري)، أن شرعية رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وبرلمانه تتهاوى، بسبب ما وصفه بالنهج غير الدستوري الذي يسير عليه بسبب عصفهم بالدستور، داعيا لتشكيل جبهة شعبية واسعة لمواجهة ما يعرف بـ"صفقة القرن".

ولفت الحزب، في بيان له الأربعاء، إلى أن كلمة السيسي، الثلاثاء، أكدت أن كل الرهانات عليه في عدم التصديق على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية هي من "باب اللغو، فلم يكن من المتصور إطلاقا أن يرتكب البرلمان هذه الجريمة دون أمر وتوجيه منه"، وفق البيان.

وقال: "في كلمته بالأمس، أعلن الرئيس أن موضوع تيران وصنافير (خلص)، بمعنى أنه أقر بصحة ما تم داخل مجلس النواب في التعامل البائس مع هذا الموضوع، بكل ما لازمه من عصف بأحكام القضاء المتعددة والمتوالية، التي تؤكد عدم أحقية البرلمان في العرض عليه من حيث المبدأ، وحتمية تنفيذ هذه الأحكام، بما يعتبر مخالفة صارخة للدستور".

وعلق السيسي على موافقة البرلمان على اتفاقية "تيران وصنافير"، خلال حفل ما يعرف بإفطار الأسرة المصرية، قائلا: "الموضوع خلص، لكن معندناش حاجة نخبيها، هي الناس عمرها ما شافت ناس شرفاء ولا أيه؟.. في ناس عندها شرف مبيتباعش، حقوق الناس ترد ليها مش بالحرب".

وأشار حزب التحالف، الذي أيد سابقا جميع إجراءات الانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013، إلى أن السيسي "لجأ كعادته، لاستخدام العبارات الأخلاقية في غير موضعها، والتي تعني ضمنا، أن العصف بالدستور وأحكام القضاء النهائية والباتة، والتفريط في أرض الوطن من شيم الشرفاء، باعتبار ذلك هو (الحق)"، ساخرا بقوله: "العصف بالدستور وأحكام القضاء معيار جديد لمعنى الشرف".

وشدّد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي على أن "استخدام العبارات الأخلاقية النسبية بطبيعتها، لا محل لها في إدارة وحكم الدول، وأن المعيار الأساسي هو الدستور، الذي أقسم الجميع على احترامه".

وأردف: "قبل وأثناء وبعد إلقاء الرئيس لكلمته قامت قواته الأمنية باعتقال المواطنين، الذين يدافعون عن أرض الوطن وترويع أسرهم، هؤلاء المواطنون الذين بموقفهم المشرف ينحازون لدولة القانون، احتراما للدستور وأحكام القضاء، ويعترف الرئيس في كلمته بالحق في الرفض، وهو ما يتناقض مع الواقع الفعلي الذي تمارسه قواته الأمنية من شطط واختلاق اتهامات زائفة"، كما جاء في البيان.

وأكد أن "هذه الحملة المسعورة جسدت الأزمة التي وضعنا فيها الرئيس، والتي نبهنا وحذرنا منها منذ البداية، أنه صدام السلطات، فمن الذي يهدم الدولة؟ وكيف يمكن قياس الشرعية؟ وهل اختزلت مصر لتصبح مجرد سلطة وليست دولة مثل نماذج عديدة تحيط بنا؟".

وأضاف أن "مصر تعرضت على مدار تاريخها للعديد والعديد من الأزمات، وكان وسيظل الشعب المصري العظيم، قادرا على مواجهتها والتمسك بأرضه وحقوقه واستردادها، مهما تجاوز حكامه وأسرفوا في استبدادهم، وبددوا في وزن مصر وحقوق الشعب".

ودعا الحزب "القوى الوطنية والديمقراطية والمنظمات الشعبية إلى تأسيس الجبهة الشعبية، ليس فقط للدفاع عن الأرض، بل أيضا لمواجهة ما يسمى صفقة القرن، التي تعني ترتيبات إقليمية، هي في المحصلة الأخيرة لصالح المخطط الإمبريالي الصهيوني في المنطقة، ومن أجل تحقيق أهداف الثورة المصرية"، مطالبا بأن يتم تجسيد هذه الجبهة في كل موقع ومكان على امتداد أرض مصر، وفق البيان.
التعليقات (0)