سياسة عربية

هكذا يثير الصراع في ليبيا الخلاف بين القاهرة والجزائر

الضربات الجوية المصرية الموجهة ضد مناطق في ليبيا أثارت قلق الجزائر- أ ف ب
الضربات الجوية المصرية الموجهة ضد مناطق في ليبيا أثارت قلق الجزائر- أ ف ب
نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الخلاف القائم بين كل من الجزائر والقاهرة بسبب الصراع في ليبيا.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية كل من الجزائر ومصر وتونس يومي 5 و6 حزيران/ يونيو في العاصمة الجزائرية "لتقييم الوضع" الليبي.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الاجتماع سينعقد بهدف مناقشة الضربات العسكرية التي وجهها السيسي لمعسكرات التدريب الجهادية في مدينة درنة شرقي ليبيا دون التشاور مع باقي الدول المعنية بالأزمة الليبية.
 
وذكرت الصحيفة أن الضربات التي قادتها القوات الجوية المصرية الموجهة ضد مناطق في ليبيا أثارت قلق الجزائر، التي لا زالت تنتهج مبدأ عدم التدخل العسكري في ليبيا رغم استنفار جيشها على طول الحدود المتاخمة للجارة المضطربة.
 
وأكدت الصحيفة أن الجزائر رفضت في السابق تدخل فرنسا عسكريا في مالي سنة 2013، كما أنها ترفض أيضا أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا.

 وبحسب  مصدر مقرب من وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية فإن الجزائر "تفكر مليا في الخسائر التي يمكن أن تتكبدها فيما بعد نتيجة لأي تدخل عسكري سريع وغير عقلاني في دولة متوترة".
 
اقرأ أيضا: غارات مصرية ثالثة على درنة.. والسيسي ينسق مع حفتر

وأضاف نفس المصدر مؤكدا أن "الجزائر تؤمن بلغة الحوار والعودة إلى طاولة المفاوضات، كما أنها تشجع على اتخاذ الحلول الدبلوماسية".

أما بالنسبة للتدخل العسكري الذي يخدم مصلحة طرف على حساب آخر، فسيزيد الوضع تعقيدا مما يصعب مهمة الخروج بحل في المستقبل".
 
وذكرت الصحيفة أن التوتر بدأ يشوب العلاقات المصرية الجزائرية بعد الضربات الجوية المصرية في ليبيا، التي اتخذتها القاهرة دون العودة لباقي الدول المعنية بالأزمة الليبية.

وفي هذا الإطار، أكد مسؤول دبلوماسي جزائري أن "الجزائر احتجت ضد إجراءات السيسي التي اتخذها في ليبيا". وفي الوقت عينه، طالبت الجزائر في بيان رسمي وضع حد للضربات الجوية المصرية التي تطال أهدافا في التراب الليبي.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن أحزابا سياسية ليبية استنجدت بالجزائر طالبة الحماية تزامنا مع الضربات الجوية المصرية الأخيرة، حيث اتصل قادة هذه الأحزاب بأحمد أويحي، أحد ركائز قصر المرادية الرئاسي في الجزائر.
 
وأكد مصدر جزائري للصحيفة أن "رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، فايز السراج، اتصل بنفسه بأحمد أويحي".

 وأضاف المصدر المذكور آنفا، أن "الجزائر قلقة بشأن الدعم المصري العسكري المكثف للمشير خليفة حفتر، نظرا لأن الجزائر ترى أن هذا الرجل غير جدير بالثقة، كما أنه يمكن أن يتسبب في تعميق الأزمة الليبية مما يؤثر سلبا على كامل المنطقة".
 
اقرأ أيضا: 4 مؤشرات تكشف حقيقة ضرب السيسي لدرنة الليبية

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن الجزائر لا ترى حلا للأزمة الليبية سوى في دمج الإسلاميين، الذين ترفضهم القاهرة وواشنطن، في معادلة السلام في ليبيا. ولكن لنجاح ذلك، يجب أن تتوافق وجهات النظر بين الجزائر ومصر فيما يتعلق بمستقبل ليبيا.

أما في الوقت الحاضر، اكتفت الجزائر بإقناع المصريين باحترام ما جاء في خارطة الطريق.

 وتجدر الإشارة إلى أن جزءا من مستقبل ليبيا ستتضح ملامحه يومي 5 و6 حزيران/ يونيو في العاصمة الجزائرية.
 
التعليقات (1)
عمر يعقوب
الثلاثاء، 27-06-2017 08:02 م
السيسي قد يرتكب حماقة بتحريض من أسياده لمحاولة اختراق المجال الجوي الجزائري أو محاولة ضرب منطقة ما من مناطق الجزائر بحجة ملاحقة الإرهابيين، إذا ارتكب هذه الحماقة سنتلف بتربيته وسيرى ما لا يسمع؛ لقد صرح الأحمق السيسي في وقت ليس بالبعيد أنه "يمكنه اجتياح الجزائر خلال ثلاث ساعات" اكيد التشجيع على هذا التصريح الارعن جاءه من أسياده في تل أبيب.