شبهت صحيفة روسية، اتفاقية
المناطق الآمنة التي وافقت عليها
روسيا في ختام محادثات "أستانة 4" بـ"
الصفقة الكبرى".
واعتبرت صحيفة "فزغلياد" الروسية في مقال لها، أن موافقة موسكو على الاتفاقية تنبئ بتغير جذري طرأ على موقف موسكو.
وأوضحت الصحيفة أن روسيا أعلنت موافقتها على إنشاء مناطق آمنة في سوريا، مساء الأربعاء، بالإضافة إلى طرحها خطة حول إنشاء هذه المناطق وترتيبها، بالرغم من أن الفكرة "تركية – أمريكية".
في مقابل ذلك حذر عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد "أوليغ موروزوف"، من استخدام مصطلح "الصفقة"، واصفا اتفاقية المناطق الآمنة بأنها "علامة جيدة جدا" فقط.
وقال "موروزوف" للصحيفة الروسية إن "إنشاء مثل هذه المناطق فكرتنا القديمة، وقمنا بجر الشركاء الرئيسين وراء هذه الفكرة".
وأضاف: "ما دام أن
تركيا والولايات المتحدة شريكان محوريان مستعدتان لمساندة هذه الفكرة، فإن ذلك يعدّ إشارة إيجابية جدا، ولكن لا داعي لتوهم أن هذا مفتاح لحل كل المشكلات السورية، وإنما هو البداية له".
موقف بوتين وأردوغان
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقائه في مدينة "سوتشي" بنظيره التركي رجب طيب
أردوغان، أنه ينبغي أن يتحقق وقف إطلاق النار بغية الوصول إلى حل سياسي، مؤكدا أن روسيا وتركيا وإيران من أكثر البلدان المساهمة في هذه المرحلة.
وأشار بخصوص إقامة مناطق آمنة في سوريا، إلى أنه "يمكن أن تسمى هذه المناطق بالآمنة أو الخالية من الاشتباكات، ويمكن حظر تحليق الطيران فوقها، بشرط ألا يسجل أي نشاط عسكري فيها، غير أن هناك تفاصيل دقيقة ينبغي بحثها".
وتابع في ذات السياق: "نرى إقامة مناطق آمنة على أنها أحد طرق تعزيز عملية وقف إطلاق النار، وتحدثنا مع نظيري الأمريكي دونالد ترامب حول هذه المسألة، وتفاوضت معه بخصوصها، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية أيضا تدعم هذه المسألة".
ولفت إلى أنهما تباحثا بشأن إقامة مناطق آمنة بشكل مفصل، مضيفا: "كلانا يعتقد أن هذه المناطق سوف تسهم في تعزيز وقف إطلاق النار، هناك أطراف مختلفة في سوريا، لكننا نأمل إيجاد طريق مشترك في عملية التفاوض".
وأشار بوتين إلى تطابق وجهة نظره مع أردوغان بشأن إيقاف الصرع الدموي (بسوريا)، وتطوير العملية السياسية.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن المناطق الخالية من الاشتباكات في سوريا تشمل حلب وحماه وإدلب وأجزاء من اللاذقية.
فيما شدد رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مع فلاديمير بوتين على أن الهدنة في سوريا تشكل فرصة لإنجاح مساعي الحل السياسي، ينبغي عدم إهدارها.
وأكد الرئيس التركي أن "وقف إطلاق النار في سوريا أو وقف الاشتباكات حسب المسمى الجديد، الذي يجري بضمانة تركيا وروسيا وإيران، شكّل فرصة هامة لنجاح جهود الحل السياسي، وينبغي عدم إهدار هذه الفرصة الذهبية".
واعتبارا من الجمعة، تدخل المذكرة التي وقعتها الدول الضامنة "تركيا وروسيا وإيران" حول تأسيس "مناطق تخفيف التوتر"، أو ما يعرف أيضا بمناطق "خالية من الاشتباكات" في سوريا، حيز التنفيذ، حيث ستبدأ الدول الثلاث العمل على تفاصيل إطار الاتفاق.
ووقعت الدول الثلاث الضامنة للمباحثات بين النظام السوري والفصائل المسلحة بختام مؤتمر أستانة الرابع أمس الخميس، على المذكرة.
وتنص المذكرة على تحديد 4 مناطق خالية من الاشتباكات، تشمل محافظة إدلب (شمال غرب)، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب المجاورة، وبعض المناطق شمالي محافظة حمص (وسط)، والغوطة الشرقية بريف دمشق، ومحافظتي درعا والقنيطرة، جنوبي سوريا.
ومن المقرر وفق الاتفاق، أن يتم تشكيل "مناطق مؤمنة"، على امتداد حدود المناطق الخالية من الاشتباكات، تنشط فيها "نقاط تفتيش" تضمن مرور المدنيين العزل، وإدخال المساعدات الإنسانية، واستمرار الأنشطة الاقتصادية.