سياسة دولية

بلير يعلن عودته للسياسة من جديد.. ما الذي يهدف إليه؟

رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يقرر العودة للعمل السياسي- جيتي
رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يقرر العودة للعمل السياسي- جيتي
كشفت مقابلة أجرتها صحيفة "ديلي ميرور" الشعبية عن رغبة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بالعودة إلى الحياة السياسية، والعمل على توعية الرأي العام البريطاني بمخاطر البريكسيت، وأهمية الحصول على صفقة جيدة، مشيرا إلى أنه مستعد للعودة إلى السياسة. 

وتصف الصحيفة تصريحات بلير بأنها تعبير عن جرأة من رجل يثير اسمه "الاشمئزاز والغضب"؛ بسبب حرب العراق، لافتة إلى أن بلير برر دوافعه للعودة إلى السياسة بأنها للتصدي لعملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا: "هذا البريكسيت هو دافعي المباشر للانخراط في السياسة أكثر"، وأضاف: "أنت بحاجة إلى جعل يديك قذرتين وسأفعل". 

ولا تشك الصحيفة بصدق الرجل ومظاهر قلقه من طريقة تسويق حلم الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي قد يتحول إلى كابوس، حيث قال: "لا نعرف ما هي الصفقة النهائية للبريكسيت"، وأضاف: "ندعو إلى نهج قائم على الحس البريطاني العام، دعونا نر ما يقدمه لنا المحافظون أولا"،  مشيرا إلى أن جزءا كبيرا "من حزب المحافظين مصمم على الخروج مهما كان الثمن".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بلير حذر من مخاطر الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث قال إن "السوق المشتركة منحنتا اتفاقيات تجارية من الدرجة الأولى، واتفاقيات تجارة حرة هي مثل الدرجة الممتازة، ونحن نقوم بإخراج أنفسنا منها". 

وترى الصحيفة أن طموحات بلير لا تتوقف عند البريكسيت، بل هو مهتم بقضايا أخرى، فقال للصحيفة: "نحن نعيش في عالم متغير، وهناك قلق ثقافي، والناس خائفون من المهاجرين، والطريقة التي تتغير فيها المجتمعات، من خلال الضغوط الاقتصادية، والناس خائفون من عدم توفر المساواة في الأعمال، وإن كانوا سيحصلون على وظيفة أم لا". 

ويلفت التقرير إلى أن بلير أكد أنه سيؤدي دورا ناشطا في تشكيل النقاش حول السياسة، ما يعني الخروج والاتصال مع الناس، مستدركا بأنه رغم اعتراف بلير بأن الأمور قد تغيرت منذ خروجه من السلطة قبل عشرة أعوام، إلا أنه يشعر بالحماسة تجاه ما يريد القيام به، فهو لا يريد أن يكون "في وضع نمر فيه بهذه اللحظة من التاريخ، ولم أقل شيئا لأنني لا أهتم، بل على العكس".

وتورد الصحيفة نقلا عن بلير، قوله إنه لن يتخلى عن العمل في مؤسسته الخيرية ليصبح رئيس وزراء مرة أخرى، متحدثا عما يمكن تسميته حركة سياسية وليس العمل السياسي في المقدمة، وأضاف: "لست متأكدا من تحويل شيء ما إلى حركة سياسية، لكن هناك الكثير من الأفكار، وهناك أناس يدعمونها".

اقرأ أيضا: هل يعين ترامب توني بلير مبعوثا خاصا للشرق الأوسط؟

وتتساءل "ميرور" قائلة: "هل يساعد شخص مثير للانقسام في قضية جيرمي كوربين وحزبه، اللذين يواجهان هجمة كبيرة من المحافظين ومن نواب العمال داخل البرلمان؟"، ويجيب بلير قائلا إن البعض يرى أنه يسيء، والبعض الآخر يقولون خلاف ذلك، مع أن ردود الفعل لخروجه الجديد هي مزيج بين هذا وذاك".

ويفيد التقرير بأن بلير دافع عن سجله، قائلا إن حزب العمال فاز في الانتخابات عندما كان في المقدمة نحو المستقبل، وأضاف: "عندما شعر الناس أن هناك عهدا جديدا قادما، وأن لدى هؤلاء الناس الحل"، وهو ما فعله هارولد ويلسون عام 1964 وأتيلي في العشرينيات من القرن الماضي.

وتنقل الصحيفة عن بلير، قوله إنه مرتبط عاطفيا بحزب العمال، مع أن حزب العمال الجدد انهار، لافتة إلى أن بلير اعترف قائلا: "نعم، في نهاية عشرة أعوام من عملي رئيسا للوزراء كانت هناك بعض الأمور التي رفضها الناس، مثل حرب العراق وسياسات ما بعد 11/ 9  الخارجية". 

ويستدرك التقرير بأن بلير دعا إلى عدم تناسي إنجازات حكومته، مثل الاستثمارات الضخمة في الصحة والمدارس، وتخفيض مستويات الفقر بين المتقاعدين والأطفال، مشيرا إلى أن هذا كله صحيح، إلا أن قرار غزو العراق غطى على هذه الإنجازات كلها. 

وبحسب الصحيفة، فإن بلير يعترف بأنه فقد القدرة على السيطرة على صورته العامة بعد خروجه من الحكم، حيث ارتبطت صورته وزوجته تشيري بملاحقة المال والملايين التي حصلا عليها. 

وتختم "ديلي ميرور" تقريرها بالإشارة إلى أن بلير يرفض التقارير التي تتحدث عن ثروته المقدرة بـ 60 مليون جنيه، قائلا إنها 20 مليون جنيه تقريبا.
التعليقات (0)