هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
العلمانية ليست تيارا سياسيا، وإنما هي تيار فكري، ما يعني إمكانية تشابه القومي واليساري والليبرالي في تبنيهم لأفكار ومقولات العلمانية، فهذا هو العامل المشترك في تبني مبادئ العلمانية والدعوة إليها، على ما بينهم من اختلاف في الأفكار والأيدلوجيات الخاصة بكل اتجاه منهم..
وفقا لمراقبين فإن غالب العلمانيين في الأردن يتحاشون الدعوة إلى أفكارهم بصورة واضحة ومباشرة، وعادة ما يقدمون أفكارهم عبر تبني أفكار التيار المدني، ويبتعدون عن التصريح بمبدأ فصل الدين عن الدولة وفق ما تطرحه العلمانية، ويختارون عوضا عن ذلك التحذير من كل صور استغلال الدين وتوظيفه لمآرب سياسية وشخصية.
كل الخلل الذي يصيب السياسي عند أي أمة، يرد إذن إلى هذه المعادلة التي رسمنا شكلها الهرمي المنتج للقدرة السياسية، من حيث هي تمكين؛ أي حيازة الحصة المناسبة من المكان، وتزمين؛ أي حيازة الحصة المناسبة من الزمان.
النخب اليسارية، التي انشغلت بفكرة تحقيق اللبرلة من فوق، بدعم المشروع السلطوي لهزم المشروع السلفي الذي يمثله الإسلاميون، انتهى بها المطاف إلى أن أصبحت خارج مربع اليسار، وخارج مربع العلمانية، بل أصبحت أسوأ نموذج للسلطوية..
يأتي ظهور هذا الكتاب بعد كتاب وائل الحلاق "إصلاح الحداثة: الأخلاق والإنسان الجديد في فلسفة طه عبد الرحمن" حيث نشهد كتابات مُميزة وعميقة باللغة الإنجليزية تتعرض نقدًا وتحليلًا للفيلسوف المغربي وأفكاره وتطبيقاتها في علوم مُختلفة.
لغة العلم ليست نظاما من الرموز هي النظريات العلمية بل هي كذلك نظام من الأجهزة التي تجعل تلك النظريات مبدعة لأدوات الإدراك نفسه بحيث إنها لا تتجاوز المدارك الحسية بالأقوال فسحب بل هي تتجاوزها بالمدارك الفعلية.
إن الاكتفاء بالتوارد الفيلولوجي واللغة الطبيعية في الفلسفة، لا يمكن أن يطمئن إليه أي باحث جدي سواء في العلوم أو في الفنون، أي سواء في التعامل مع المقدرات الذهنية النظرية أو في التعامل مع المقدرات الذهنية العملية.
لا يمكن تصور المعاني الكلية المجردة نظرية كانت أو عملية من دون التخلي النهائي كما فعل ابن تيمية عن اعتبار المعاني الكلية مقومات لموضوع العلم. إنه عنده مقومة لتعبيرنا عنها، وهي إذن مقومة للغة العلم وليس لموضوعه.
بعد أن عمق وباء كورونا الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بلداننا، لا بد من ثورة فكرية وتحرك فوري لإنقاذ شعوبنا ومجتمعاتنا وشبابنا من مخاطر استفحال ظواهر الأمية والجهل والسطحية والتطرف والإرهاب..
ما هو خصوصي لا يكون قابلا للعلم إلا ضمن الكلي ولا يمكن العكس لأن ما يتميز به الخصوصي عن الكلي ليس مقوما للظاهرة الكونية. فلا يوجد علم بيولوجيا خاص يتغير بتغير ألوان البشر مثلا أو علم مناخ خاص بمكان دون مكان إلا بالتعيين الخاضع لنفس القوانين.
عندي أن العلم هو الوحيد الذي يفكر ـ وخاصة عندما يعي حدوده فلا يقول بالمطابقتين المعرفية والقيمية. والفلسفة لما تفكر في شيء فهي لا يمكن أن تفكر فيه مباشرة، بل لا بد لها من المدخل العلمي الذي تريد تجاوزه إلى ما وراءه.
في اللغة الطبيعية قبل الصورنة وقبل إنشاء اللغة الصناعية المعبرة عن معانيها ـ وهي غالبا أشكال ورموز غير لغوية ـ رياضيات بلغة طبيعية تحولت إلى مصطلحات دقيقة لا تحيل على دلالات من التجربة العادية بل هي تحيل على معان صناعية غالبا ما لا يكون لها وجود في الطبيعة.
ما الذي يفقد الإنسان معاني الإنسانية فيزيل منه حب التأله الذي يكون بعمومه حائلا دون انقسام الجماعة إلى سادة وعبيد، ومن ثم ينتهي حب التأله إلى الوعي بالاستخلاف، فيتخلى عن التأله وتنشأ دولة الإسلام بتربيتها وحكمها كما مارسهما الرسول.
الصهيونية تسيطر في الغرب على النخب لكن الشعوب تعاديها وتلك واحدة من علل السعي للتخلص منهم وتهجيرهم إلى الشرق، فضلا عن علة استعمالهم من الصهيونية ومن الإمبراطوريات الاستعمارية أداة في السعي للإبقاء على الشرق عاجزا دون الاستئناف.
لهذه العلة رفضت القول بنظرية المقاصد التي تحولت إلى تبرير أفعال الطغاة بجعل الفقهاء والمتكلمين، وكأنهم يترجمون مقاصد الله وهي كنسية ضمنية تجعلهم وسطاء بين الله والمؤمن، وهم في الحقيقة يحددون الشرائع اتباعا لوصاية الأقوياء على الشعوب وإفقاد الأفراد والجماعات سيادتهم التي تنبع من كونهم خلفاء لا سلطان.
غالبا ما ينتهي الإنسان على قيس الغائب على الشاهد فيعتبر الخلق صناعة ومنه نظرية الهيلومورفية اليونانية وقد تبناها كل فلاسفة الإسلام بحيث صار الله يسمى صانعا والأمر سياسة ومنه نظرية مجرى احداث العالم باعتبارها سياسة إلهية للعالم. وتلك هي العبارة الأولى عن المعادلة الوجودية التي سبق أن درسناها.