تحت أعيننا نماذج لتلك النماذج كافية في التحذير من التقاعس في الإصلاح أو التلاعب به. وليس مطلوبا منا في هذه الحالة إلا أن نطالع وجوهنا في مرآة الحقيقة لنرى بأعيننا ما فيها من تشوهات وندوب.
مواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات ثورة الاتصال صارت مقلقة لهم في الغرب. كما أنها أصبحت مصدر امتعاض وقلق في بلادنا. إلا أن البون شاسع بين أسباب القلق في الحالتين. إذ هي اجتماعية عندهم وسياسية عندنا. أما كيف ولماذا فإليك التفاصيل.
تطوير المناهج الدراسية المصرية خطوة تستحق الترحيب لا ريب، لكنها في الأجواء الراهنة ينبغي أن تستقبل بقدر من الحذر؛ ذلك أن الروائح التي نشمها تشير إلى أن المسألة ليست بريئة تماما، فلا هي لوجه الله ولا هي استهدفت فقط الارتقاء بالتعليم أو تخفيف العبء على التلاميذ، وإنما كان لريح السياسة وملاءماتها دخلها
ما لقيت باحثا له صلة بالقانون في مصر إلا ووجدته مصدوما بسبب ما يجري في ساحة القضاء، خصوصا ما تعلق منه بمخالفة الدستور وانتهاك نصوصه. وهو ما اعتبره أغلبهم جرأة تشوه قيم العدالة، وتترك آثارا سلبية غائرة يتطلب علاجها عقودا في المستقبل.
بسبب انهيار النظام العربي وانفراط عقده، فإن الجامعة فقدت وظيفتها وأصبحت كيانا بلا وظيفة وشكلا بلا مضمون، لذلك فالمشكلة كامنة في الوضع العربي الذي هو الأصل، وليس في الجامعة التي هي مرآة له.
ما الذي كان يمكن أن يخدم القضية الفلسطينية أكثر، المشاركة العربية في جنازة بيريز أم مقاطعة المناسبة بإعلان يشرح العرب فيه قضيتهم وموضوع خلافهم مع ما يمثله الرجل؟
نادرا ما نسمع عن نقد ذاتي مارسه أحد المسؤولين العرب، أندر منه أن يتم ذلك النقد في العلن وعلى ملأ من الناس. لكن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فعلها. إذ مارس ذلك النقد بشجاعة في جلسة حوارية.
إن حرصنا على نقاء صفحة الدور الوطني للكنيسة المصرية يدفعنا إلى التضامن مع الدعوة إلى تصويب الدور الذي تقوم به، ونتمنى لها أن تحافظ على موقعها كقيادة روحية تتعامل بحذر مع الشأن السياسي، بحيث يظل تفاعلها مع الرأي العام للمجتمع المصري مقدما على حسابات النظام في المرحلة الراهنة.
أصبح استهجان مواكب التهليل التي يتم إيفادها مع بعض رحلات الرئيس السيسي الخارجية من الموضوعات القليلة التي ينعقد من حولها إجماع النخبة المصرية. دعك من انطباعات الأجانب التي يهمسون بها في القاهرة وتتراوح بين التندر والدهشة.
يستحق التنويه والتحية البيان الذي أصدره بعض المثقفين الأقباط، وأعربوا فيه عن استيائهم من الدور الذي لعبته الكنائس المصرية في «الزفة» التي واكبت رحلة الرئيس السيسي إلى الأمم المتحدة..
إن معاناة المنظمات الحقوقية المستقلة لها منابرها التي تنقلها بين الحين والآخر، في داخل مصر وخارجها، وهي أفضل حظا من آخرين منسيين يقبعون في السجون منذ شهور أو عدة سنوات ولم يسمع لهم صوت ولا رأينا لهم صورا.
تطلق في الفضاء الفلسطيني هذه الأيام رسائل مشفرة مثيرة للغط والقلق، وبعضها يحتمل تأويلات خطيرة تتماس مع عموم الفضاء العربي. فإلى عهد قريب كان شعار ترتيب البيت الفلسطيني يقصد به المصالحة بين الشقيقين اللدودين فتح وحماس، لكن الأمر اختلف هذه الأيام.
حين تابعت حماس رئيس المجلس الزائد للحكومة طول الوقت وموافقته على كل ما صدر عنها تذكرت قول الشاعر الذي أراد أن يمتدح كرم أحد الحكام فقال، إنه «لم يقل لا إلا في تشهُّده». وهو ما أحسبه أبلغ وصف لموقف الدكتور المذكور إزاء الحكومة منذ بداية انعقاد المجلس.
الذين رفعوا شعار كريموف «قَدَر» أوزبكستان، وهتفوا لبقاء المنقذ إلى الأبد، يواجهون الآن مشكلة، حتى أصبحت بلادهم في مهب الريح. فالرجل حين أمات السياسة وأباد معارضيه، لم يدمر الحاضر فقط، وإنما دمر المستقبل أيضا.
ليس السؤال هو لماذا استقال رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان المصري من موقعه، لأن السؤال الصحيح هو لماذا لم يستقل الآخرون؟ والآخرون هم أمثاله من الممسكين بملفات حقوق الإنسان في أجهزة الدولة ومؤسساتها. وعلى رأسهم المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي شكلته الحكومة.