مع اقتراب معركة الرقة من نهايتها تتجه الأنظار إلى اليوم التالي لتحرير المدينة من قبضة تنظيم «داعش»، في ظل صراع علني/ مضمر بين أطراف محليين وإقليميين ودوليين على تركة التنظيم، ليس في المدينة فحسب، وإنما في عموم المحافظة..
مع اقتراب معركة الرقة من نهايتها تتجه الأنظار إلى اليوم التالي لتحرير المدينة من قبضة "تنظيم الدولة الإسلامية"، في ظل صراع علني/ مضمر بين أطراف محليين وإقليميين ودوليين على تركة "داعش" ليس في المدينة فحسب، وإنما في عموم المحافظة.
سرعان ما يأخذ الصراع المجتمعي في بلدان ما قبل الحداثة صيغة الصراع العامودي، خصوصا في البلدان التي تتكون من فسيفساء اجتماعية متعددة، فيتداخل ما هو سياسي مع ما هو اقتصادي وديني وطائفي وإثني، الأمر الذي يؤثر سلبا على نشوء حركة وطنية جامعة تتجاوز البنى المغرقة في المحلية.
يتصاعد الصراع على الحدود السورية – العراقية شيئا فشيئا، وتزداد معها حدة القتال لتكون المعركة الأقوى والأكثر صعوبة في قائمة المعارك السورية لجهة المساحات الجغرافية الكبيرة، ولجهة القوى المتصارعة بشكل مباشر هذه المرة (الولايات المتحدة، المعارضة السورية / النظام، الفصائل الدائرة في الفلك الإيراني في ال
قد تكون المناطق الآمنة الأربعة خطوة إيجابية نحو إقرار السلام السوري الصعب، فوقف إطلاق النار أو تخفيفه هو مطلب للشعب السوري ولفصائل المعارضة بعد الكوارث الإنسانية التي أحلت بالمدنيين في مناطق سيطرتها.
بسبب كثرة حدودها الإدارية مع المحافظات من جهة، وصغر مساحتها الجغرافية من جهة ثانية، لم يعمد النظام السوري وفصائل المعارضة خلال السنوات السابقة إلى السيطرة على محافظة حماة.
شكل تصريح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الثلاثين من مارس / آذار حول مصير الأسد قطيعة مع الخطاب السياسي لإدارة أوباما التي أعلنت دائما أن الأسد يجب أن يترك منصبه في المرحلة الانتقالية أو عقبها..
موسكو تريد القول للمعارضة إن اتفاقها هو أفضل ما تم إلى الآن في سوريا، وعليهم الاختيار بين نموذجها هذا والمضي قدما معها في استراتيجيتها للمعادلة الميدانية على الأرض.
مع انعقاد مفاوضات "جنيف 4" تكون المعارضة السورية والنظام قد اجتمعا في هذه المدينة ثلاث مرات (2014، 2016، 2017)، استثني منها عام 2015 حيث كانت العملية السياسية آنذاك في سُبات تام نتيجة الانتصارات التي حققتها فصائل المعارضة (جيش الفتح) في الشمال الغربي لسوريا.
على مدار سنوات الأزمة السورية نأى الأردن بنفسه عن الدخول في تفاصيل هذه الحرب بسبب قدراته العسكرية والاقتصادية المحدودة مقارنة باللاعبين الإقليميين الفاعلين في الأزمة السورية.
هذا الواقع يعقد العلاقة بين "أحرار الشام" و "جبهة فتح الشام" وإن تقولبا بقوالب عسكرية متباعدة، ويجعل المشهد العسكري للمعارضة المسلحة بشكل عام شمال غربي البلاد غير واضح ومفتوح على كل الاحتمالات.
يمكن وصف عام 2016 في سوريا بأنه عام المفاصل الكبيرة، ففيه شهد الشمال السوري أسوأ الكوارث الإنسانية نتيجة استمرار قصف النظام وروسيا لشرقي حلب، وفيه خسرت فصائل المعارضة أهم موقع جغرافي لها في البلاد.
يعتبر اجتماع موسكو (روسيا، تركيا، إيران) نقطة تحول هامة على المستوى السياسي تقارب في أهميتها ما جرى في حلب، بل يمكن الجزم أن الاجتماع لم يكن ليبصر النور لولا التطورات الميدانية الأخيرة في مدينة حلب بشكل خاص ومحافظة حلب بشكل عام.