أما الأكثر غرابة، فإن تغيير قواعد التصعيد العسكري الإسرائيلي، كماً ونوعاً، ضد الركائز الإيرانية في سوريا، لم يغير واقعة حرص الجانبين على بقاء الأمور تحت السيطرة وتجنب خيار الحرب؛ حيث اكتفت طهران بالمسارعة لتبديل أماكن تخزين أسلحتها..
بدا لافتاً تواتر انعقاد غير قمة عالمية مع الجولة الأولى للرئيس الأميركي الجديد... قمة الدول السبع، قمة زعماء حلف شمال الأطلسي «الناتو»، قمتين للرئيس بايدن مع كل من الرئيس التركي إردوغان، والرئيس الروسي..
ثلاثة مسارات مستجدة بدأت تعتمل في المشهدين العالمي والإقليمي، وتؤثر بشدة على أوضاع السوريين ومصيرهم، منذرة بترسيخ الاستعصاء السياسي المزمن وحالة الاستنقاع والتفسخ..
ثلاث نقاط تستحق لحظها مع عودة الحرارة للحديث عن قرب إخراج إيران من سوريا ربطاً بما أُشيع عن لقاء عُقد مؤخراً في قاعدة حميميم، قرب اللاذقية، بين ممثلين عن حكومتي دمشق وتل أبيب، برعاية موسكو، ورُشِّح منه أن أحد أهم اشتراطات إسرائيل هو إخراج قوات طهران وميليشياتها بالكامل من سوريا، مقابل دعمها لاستمرار
ليس غريبا ما تشهده الليرة السورية اليوم من تراجع متسارع أمام العملات الأجنبية، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد 750 ليرة، وليس غريبا أن يصدر النظام، في الوقت ذاته، مرسوما بزيادة 20 ألف ليرة (نحو 27 دولارا) على رواتب المدنيين والعسكريين، في محاولة لتنشيط حركة السوق والقدرة الشرائية وتخفيف ما يعتم
أطلقت مشاهد المظاهرات والاعتصامات المتواترة في ساحات العراق ولبنان، حزمة من التداعيات والمواقف بين السوريين، بعضها بدا واضحاً وجلياً وبعضها الآخر لا يزال موضع تحسب وترقب.
بدايةً، ثمة ما يشبه الإجماع لدى السوريين، في ظل تفاقم أحوالهم ومرارة ما يكابدونه، على أن ما يحصل في لبنان والعراق يعنيهم بقدر ما
دافع السؤال هو المقارنة الظالمة بين الثمار الإيجابية التي قطفها السودانيون؛ لأنهم حافظوا على سلمية ثورتهم ولم ينزلقوا إلى لغة السلاح في مواجهة محاولات البطش والتنكيل باعتصاماتهم، وبين المأساة التي وصل إليها السوريون، بدعوى أنهم جازفوا وارتضوا تحويل نضالهم المدني إلى صراع عسكري. وربما الدافع هو الصدف
يصح القول إن لحظة حرجة تزداد اقترابا من النظام السوري للاختيار بين حليفين مكّناه من الصمود، طردا مع تسارع انكشاف التباينات بين المشروعين الإيراني والروسي في رسم المستقبل السوري وحصص النفوذ في المشرق العربي.
على الرغم من تواتر الاجتماعات والمفاوضات، في موسكو وأستانة وجنيف، بين أهم الأطراف المعنية بالصراع السوري، فليس من لحظة يبدو فيها الحل السياسي بعيد المنال أكثر من اللحظة الراهنة، بما هو حل يفكك آليات السيطرة الأمنية ويزيل مناخ العنف والقهر الذي خنق لأمد طويل حقوق الإنسان وبذور الحياة الديموقراطية في
أمر محرج أن توافق المعارضة السياسية السورية على المشاركة في مفاوضات أستانة، بعد انقلاب توازنات القوى في غير مصلحتها بفعل التدخل العسكري الروسي، وهي التي لم تكل أو تمل الحديث عن دور روسيا المناهض للثورة، وعن أن هدف قيادة الكرملين من دعواتها إلى مؤتمرات ومفاوضات، بدءا من مؤتمر موسكو إلى مؤتمر أستانة..
والبداية تتعلق بوهم ما يثار اليوم عن انطلاقة جديدة ونشيطة للسياسة الأمريكية لمعالجة ملفات الشرق الأوسط، في حال تحرر الرئيس أوباما من عقدته الإيرانية ونجح في إبرام الاتفاق النووي مع طهران.